ابتداء العمل به عام ١٢٨١ ه ، وطوله مائة وثمانون ميلا. ومعدل عرضه عشرون ميلا ، وكان القائم بذلك دولة فرنسا ، وإسماعيل باشا والي مصر.
وقد قربت المسافة بين الهند وأوروبا فقد كانت المسافة بين لندن وبنبى ١١٤٢٠ ميلا ، وبعد فتحه صار ٦٣٣٢ ميلا ، وقرأت تقرير الحكومة الإنجليزية الصادر في شعبان عام ١٣٢٣ ه أن الذي يمر مع خليج السويس في كل سنة من السفن نحو مائة وعشرين «لك». وبلغت نفقاته مائة وستين «لك» ليرة إنجليزية ، ومدخوله الآن في السنة ثلاثون لك ليرة إنجليزية ، والسفن التي تجتازه للإنجليز أربعة أخماس ، والخمس الباقي لسائر الدول.
ثم دخلت السنة الثانية والتسعون بعد المائتين والألف : وفيها أمر عبد الله فيصل على أخيه محمد بن فيصل لما بلغه خبر وفاة أخيه سعود بالمسير إلى شقرا ، وكتب معه إلى رؤساء بلد الوشم يأمرهم أن يجهزوا غزوهم معه فسار محمد بن فيصل إليها ومعه عدة رجال من الخدام ومن عتيبة ، وأقام في شقرا عدّة أيام ثم سار منها بغزو من أطاعه من أهل الوشم ، وتوجه إلى ثرمدا. وكان أخوه الإمام عبد الرحمن بن فيصل لما جاء الخبر بوصوله إلى شقرا قد خرج من الرياض ومعه جنود كثيرة من أهل الرياض ، والخرج ، والجنوب ، والعجمان ، والدويش ، ومن مطير ، وسبيع مع أولاد أخيه سعود بن فيصل ، وتوجه إلى الوشم بمن معه من الجنود فصادفه محمد بن فيصل ومن معه في ثرمدا ، فحاصروهم وحصل بينهم وبين أهل ثرمدا وأصحاب محمد بن فيصل قتال شديد قتل فيه من أهل ثرمدا ثمانية رجال ، ومن العجمان خمسة رجال.
ثم إنهم تصالحوا على أن محمد بن فيصل يخرج إليهم ويدفعون إليه