من أتباعه ، فخرج أهل الأحساء معهم ، فلما وصلوا إلى الوجاج المعروف غدر بهم العجمان ، وانقلبوا عليهم وأخذوهم وقتلوا منهم نحو ستين رجلا ، منهم عبد الله بن محمد بن ملحم ، وسليمان بن ملحم ، وأبوه ، وانهزم بقيتهم إلى بلد الهفوف وهم ما بين جريج وسليب ، فتحصن أهل الهفوف بعد هذه الوقعة في بلدهم واستعدوا للحرب.
ثم إن سعود بن فيصل بعد هذه الوقعة زحف بمن معه من الجنود ونزل على بلد الهفوف وثار الحرب بينه وبين أهل البلد وأقام لهم محاصرا أربعين يوما وكان الإمام عبد الله بن فيصل لما بلغه مسير سعود من البحرين إلى الأحساء أمر جميع بلدان نجد بالتجهيز للغزو ، وأمرهم أن يقدموا عليه في بلد الرياض فقدم عليه غزو أهل ضرما ، والمحمل وسدير. وكان أهل الهفوف يتابعون إليه الرسل ويطلبون منه النصرة ، فأمر أخاه محمد بن فيصل أن يسير بهم مع غزو أهل العارض وسبيع والسهول للأحساء لقتال أخيه سعود ، فسار بهم محمد بن فيصل المذكور. ولما بلغ سعود بن فيصل مسير أخيه محمد ، وكان إذ ذاك محاصرا بلد الهفوف ارتحل وسار للقاء أخيه محمد ، وسبقه إلى جودة الماء المعروف فنزل عليها ومعه خلائق كثيرة من العجمان ، وآل مرة ، ومعه أهل المبرز وأحمد بن الغتم بن خليفة ، وابن جبيل ، وأقبل محمد بن فيصل ومن معه من الجنود وقد سبقه أخوه سعود وأصحابه على الماء فنزل محمد ومن معه بالقرب منهم ، وجعل بين الفريقين قتال شديد ، وذلك في اليوم السابع والعشرين من رمضان من السنة المذكورة ، فخان بعض الجنود محمد بن فيصل ، وهم سبيع ، وانقلبوا على أصحابهم ينهبونهم ، فصارت الهزيمة على محمد بن فيصل وأتباعه ، وقتل منهم نحو أربعمائة رجل.