ثم دخلت السنة الرابعة والثمانون بعد المائتين والألف : وفيها أمر الإمام عبد الله بن فيصل على عمه عبد الله بن تركي بالمسير إلى الأحساء ، وأمره أن يحبس كل من ظفر به هناك من بادية العجمان ، وأن يحرق بيوتهم التي لهم في الرقيقة. فسار عبد الله المذكور في سرية من أهل الرياض والوشم وسدير. ولما وصل إلى الأحساء قبض على من وجده من العجمان هناك ، وحبسهم وأحرق البيوت والصرائف التي لهم في الرقيقة.
وكان أمير الأحساء إذ ذاك محمد بن أحمد السديري ، فكتب إليه الإمام وأمره بالقدوم عليه في بلد الرياض. فسار محمد المذكور من الأحساء ، وقدم على الإمام عبد الله في بلد الرياض ، وعزله من إمارة الأحساء ، وجعل مكانه أميرا ناصر بن جبر الخالدي ، وفيه توفي محمد بن عبد الله آل قاضي الشاعر المشهور في بلد عنيزة رحمهالله تعالى كان أديبا سريا كريما موصوفا بالعقل والذكاء ، ومكارم الأخلاق ، وفي جمادى الثانية توفي سليمان بن عياف في بلد أشيقر.
ثم دخلت السنة الخامسة والثمانون بعد المائتين والألف : وفيها أمر الإمام عبد الله بن فيصل على جميع بلدان المسلمين بالجهاد ، وخرج من الرياض يوم خامس عشر من المحرم ، ونزل على بنبان واستلحق غزو أهل البلدان والعربان. فلما اجتمعوا هناك سار بهم إلى وادي الدواسر ، وأقام هناك نحو شهرين وأخذ منهم أموالا كثيرة ، وهدم بيوتا ، وقطع نخيلا لقيامهم مع سعود كما تقدم. ثم قفل إلى الرياض وأذن لمن معه من أهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم.
وفيها توفي الشيخ سعود بن محمد بن سعود بن حمد بن محمد بن سلمان بن عطية قاضي بلد القويعية رحمهالله تعالى ، وتولى القضاء بعده