ولما علم الإمام عبد الله بن فيصل باستقرار أخيه سعود عند ابن عائض المذكور أرسل إلى عائض بهدية صحبة الشيخ حسين بن حمد بن حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قاضي بلد حريق نعام ، والشيخ سعد بن ربيعة. وكتب إليه بأن خروج سعود من الرياض من غير سبب يوجب ذلك ، وأن مراده قطيعة الرحم والشقاق. وكتب إلى سعود يأمره بالقدوم إليه وأنه يعطيه ما طلب فأبى سعود أن يرجع إليه ، وأقام الشيخ حسين وسعد بن ربيعة هناك مدة أيام ، وقد أكرمهما محمد بن عائض غاية الإكرام. ولما يئسا من رجوع سعود طلبا من ابن مرعي الإذن لهما بالرجوع ، وأرسل معهما هدية جليلة للإمام عبد الله بن فيصل ، ورسالة إليه على أن سعود بن فيصل قدم علينا ، وطلب منا المساعدة ، والقيام معه فلم نوافقه على ذلك ، وأشرنا عليه بالرجوع وترك الشقاق فلم يقبل. ولما تحقق سعود من ابن مرعي عدم المساعدة له خرج من عنده ، وتوجه إلى نجران ونزل على رئيس نجران المسمى بالسيد ، وأقام عنده وطلب منه النصرة فأجابه إلى ذلك وقدم على سعود في نجران فيصل المرضف من شيوخ آل مرة ، وعلى ابن سريعة من شيوخ آل ثامر. وكتب إليه مبارك بن روية رئيس السليل يأمره بالقدوم عليه ويعده القيام معه والنصرة له ، واجتمع على سعود بن فيصل خلائق كثيرة من يام ، وأمده رئيس نجران بمال ، وأرسل معه اثنين من أولاده وخلقا كثيرا من جنده وأتباعه ، فسار سعود بمن معه من الجنود فقدموا على مبارك بن روية في السليل.
وفيها غزا عبد الله الفيصل وأغار على ابن ربيعان من عتيبة في طلال ، وأخذ منه إبلا وأغناما ، ثم أدى إليه جميع ما أخذ منه لأنه قد زكى في السنة المذكورة.