سعود بن فيصل. وجرت بينهما عدة وقائع ومنافسات على الملك يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى. وكانت أيامه رحمهالله تعالى منغصة عليه مكدرة من كثرة المخالفين.
وفي هذه السنة شرع الإمام عبد الله بن فيصل المذكور في بناء قصره الجديد المعروف في بلد الرياض.
ثم دخلت السنة الثالثة والثمانون بعد المائتين والألف : وفيها توفي طلال بن عبد الله بن رشيد أمير الجبل أصابه خلل في عقله فقتل نفسه وتولى الإمارة بعده أخوه متعب.
وفيها أمر الإمام عبد الله الفيصل على جميع رعاياه من البادية والحاضرة بالجهاد ، وسار بهم إلى ناحية الشمال فأغار على عربان الظفير ، وهم على شقراء المعروفة بالقرب من الهور بالقرب من بلد الزبير. وكان قد سبقها النذير إليهم وانهزموا فأخذ عليهم إبلا وأغناما وكان مغاره بعيدا فتقطعت بعض خيله ولم يستفد كثيرا ، ثم قفل إلى الرياض وأذن لمن معه من أهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم وكان معه أخوه سعود بن فيصل ، وكان بينهما مغاضبة وكان عبد الله يخاف منه وقد جعل عليه عيونا لئلا يبدر منه بادرة. وكان قد حجر عليه في بيته في الرياض فلا يدخل عليه أحد وجعل رجلين عند بابه حافظين له. وكان إذا غزا أمر سعودا بالغزو معه. فلما كان بعد قدومهم الرياض بأيام قليلة ، هرب أخوه سعود من الرياض في الليل ، ومعه ابنه محمد إلى بلدان عسير مغاضبا لأخيه عبد الله. وتوجه إلى محمد بن عائض بن مرعي رئيس بلدان عسير فقدم عليه ، وأقام عنده مدة وطلب منه النصرة.