الحرمين استمرار النصارى في مصر ، يوسف باشا ، وهي سنة ١٣١٣ ه.
فقال أبو لهف بعينه لما قدر كانوا خطوا على القاهرة قوادا لفرج لها أبغته ، وحل منازلها العامرة ، ولكن رجى بفضل الكريم تعاودهم كرة خاسرة سليم المزيد ، يبدهم جولته القاهرة ، وقد صح قال التاريخية الأول ما يشاء ، وحكمته قاهرة.
وفي سنة ١٢١٥ ه : حج الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود بالناس ، واحتفلوا احتفالا أعظم من الحجة التي قبلها ، وأجمل غالب الناس خفافهم وثقالهم ونساءهم وأطفالهم ، ثم أن عبد العزيز رحمهالله لما سار سبعة أيام ، أو ثمانية أنس من نفسه الملل ، والثقل ، وتباعد الشقة ، وكذلك بالغ معه الأمير سعود في الرجوع ، وكان هو رأى سعود في بادى. الأمر يقيم الوالد ولا وجه لحجه ، فرجع لما كان قرب الدوادمي من الدميثيات ، وحج المسلمون وقضوا حجهم على أحسن حال ، وهي حجة سعود الثانية الذي حرر لنا أن الفرنسيس أخرجوا من مصر في آخر هذه السنة ، ورتّب في يوسف باشا الختام فيها محمد باشا القبطان وزيرا ، ومحمد علي من جملة رؤساء العسكر ، وممن أبلى في قتال النصارى.
وفي سنة ١٢١٦ ه : سار الأمير سعود بالجنود المؤيدة ، وقصد بلد الحسين من أرض كربلاء ، خرج في ذي القعدة ، وفتح الله له البلد ودخلوها عنوة ، وقتلوا غالب أهلها ، وهدموا القبة ، وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال : من الأمتعة ، والسلاح ، واللباس ، والفرش ، والذهب ، والفضة ، وغير ذلك ، وقتلوا منهم ما يزيد على الألف.