بخديعة ، ثم وضعوا السيف فيهم تسعة أيام ، ثم قتلوا صاحبها الصالح إسماعيل بن بدر الدين لولو وفيها وقع الحرب بين هلاكو وبين عمه بركة ، سلطان مملكة القفجاق ، فانكسر هلاكو ، وقتلت أبطاله.
وفي سنة ٦٦٤ ه توفي هلاكو بن تولى قاآن بن جنكز خان مقدم التتار وقائدهم إلى النار بعثه ابن عمه القان الكبير علي جيش المغل ، وطووا ممالك وأخذوا حصون الإسماعيلية ، وأذربيجان ، والروم ، والعراق ، والجزيرة ، والشام وكان ذا سطوة وعقل ودهاء ، وشجاعة وكرم مفرط ، ومحبة لعلوم الأوائل ، مات على كفره بعلة الصرع ، فإنه اعتراه منذ قتل الشهيد صاحب ميافارقين الكامل محمد بن غازي وخلف سبعة عشر ابنا ، تملك منهم ابنه أبغا في سنة ٦٦٥ ه.
ومات بركة بن تولى بن جنكز خان سلطان القفجاق الذي أسلم وتملك بعده ابن أخيه.
ثم في سنة ٦٦٨ ه في سلطنة قلاوون أقبلت التتار كالسيل وانجفل الخلق ، وتهيأ السلطان بدمشق فنزل الرحبة بثلاثة آلاف وجاء منكوتمر بمئة ألف من ناحية حلب فكان المصاف شمالي حمص ، وقد اجتمع من الجيش المنصور خمسون ألف راكب فاستظهر العدو أولا وكسروا الميسرة ، واضطربت الميمنة ، وثبت السلطان قلاوون بمن حوله ، وكثر القتل وأشرف الإسلام على خطة صعبة ، ثم حملوا على التتار عدة حملات إلى أن جرح منكوتمر فاشتغلت به التتار ، فأنزل النصر فركب المسلمون أقفيتهم واستحر بهم القتل ، وطلع من جهة الشرق عيسى بن مهنا عرضا ، فاستحكمت عزيمتهم.