ابن أستاذه على ابن المعز وتسلطن وتلقب بالمظفر ، ونازلت التتار حلب آخر العام ، وأخذوها في اليوم الثامن من السنة الثامنة فوضعوا السيف يومين ، وأبادوا الخلق ثم أخذوا قلعتها بالأمان بعد أيام ثم نازلوا دمشق فهرب الناصر إلى نحو غزنة.
ودخلت رسل هلاكو وقرىء.
الفرمان بأمان دمشق ، ثم وصل إلى نائبه وحملت أيضا مفاتيح حماة إليه ، فهرب صاحبها ، وعصت قلعة دمشق فحاصروها ، وألحوا بعشرين منجنيقا على برج الطارمة ، فتشقق وطلب أهلها الأمان ، فأمنوهم ، وسكنها النائب كتب أغا وتسلموا بعلبك ، وأخذوا نابلس بالسيف ، ثم قطع الفرات راجعا وترك بالشام فرقة من التتار.
وأما المصريون فتأهبوا للمسير منتصف شعبان وثارت النصارى بدمشق ، ورفعوا الصليب ، وأمروا الناس بالقيام له ووصل جيش الإسلام عليهم المظفر ، فالتقى الجمعان على عين جالوت ، ونصر الله دينه ، وقتل مقدم التتار كتب أغا ، وطائفة من أمرائهم ، ووقع بدمشق القتل والنهب في النصارى ، وساق ركن الدين البندقداري ، أحد أمراء المظفر وراء التتار إلى حلب ، وخلت منهم الشام ، وطمع البندقداري في حلب وكان وعده بها المظفر ، ثم رجع وأضمر البشر.
ولما رجع المظفر بعد شهر إلى مصر ، وقد وافق البندقداري على مراده عدة أمراء ، ففتكوا بالمظفر سادس عشر ذي القعدة بقرب قرطبة وتسلطن ركن الدين البندقداري الملك الظاهر بيبرس.
وفي سنة ٦٦٠ ه أخذت التتار الموصل بعد حصار تسعة أشهر