رأسها وكوارعها ، بستة آلاف درهم وخمس مئة ، وعملها وأهداها إلى أخيه ، وبيع حجلتان بثلاث مئة وخمسين درهما ، وبيع فروج بسبع مئة درهم.
هذا وأهل البلد محافظون على ملكهم الكامل ، وكان ينزل إليهم كل جمعة في الجامع ، ويقول : ليس لهم غرض غيري ، دعوني أخرج إليهم وسلموا إليهم البلد لتأمنوا فيقولون : معاذ الله أن نفارقك ، حتى تروح أرواحنا ، ونموت بين يديك ، وكذا كان فإن أعداء الله ما برحوا حتى فتحوا البلد ، وقتلوا جميع من فيه ، وأخذوا الكامل وجعلوا في عنقه دوخاشا هو وأخوه وحملوهم إلى هلاكو ، فلقوه قريبا من سروج عائدا إلى الشام وأحضرهما ، فجعل يوبخهما ، ويذكر ذنوبهما التي نقم عليهما.
فأجابه الكامل : أنت مالك ، لا قول ولا دين ، بل خارجي يجب عليّ قتالك ، وأنا خير منك ، لأني أؤمن بالله ورسوله ، ولي دين وأمانة ، ومع هذا فالملك بيد الله ، يؤتيه من يشاء ، وينزعه عمن يشاء ، فكان لنا من عدن إلى تبريز فذهب عنا ، وكذلك يفعل بك إذا أراد ، فقال : كلامك أكبر منك إلّا أنك من السلاطين الصغار ، ثم وكزه بالسيف فخرق بطنه ، ثم أمر بضرب عنقه وبعث برأسه إلى الشام ، وعلق على باب الفراديس ، وخروج هؤلاء وقتالهم من معجزات النبي صلىاللهعليهوسلم فإنه قال : «لا تقوم الساعة حتى تقاتلكم الترك». انتهى ملخصا.
ثم إن هلاكو لما فرغ من بغداد نزل آمد سنة ٦٥٧ ه وبعث إلى صاحب ماردين بالتقادم مع ولده المظفر فقبض عليه واشتدت الأراجيف بقصد التتار إلى الشام ، وترحل الخلق إلى مصر وقبض الأمير قطز على