وهو خائف يترقب ، ثم إنهم لم يحتاجوا إلى ميرة فإن معهم الأغنام والبقر والخيل ويأكلون ما وجدوا من الحيوانات ، والميتات ، وبني آدم ، ولا يعرفون نكاحا ، بل المرأة يأتيها غير واحد ومع ذلك يسجدون للشمس إذا طلعت ، ولا يحرمون شيئا.
ثم قال ابن الأثير : والله لا شك أن من يجيء بعدنا إذا بعد المهد ، ويرى هذه الحادثة مسطرة ينكرها ويستبعدها ، فلينظر أنا مطرناها في وقت استوى في معرفتها العالم والجاهل لشهرتها. انتهى.
ولم تزل عقاربهم تدب ، وساق الحرب قائمة بينهم ، وبين سلطان الإسلام جلال الدين خوارزم شاه رحمهالله ، يضرب معهم المصافات الكثيرة وكسرهم في مدة أربعة عشر سنة إحدى عشرة كسرة وهم يزيدون ويعودون ، وكان سدّا بينهم وبين بلاد المسلمين فكسروه بعد هذا وكان جيشه أربع مئة ألف فارس وانفتح لهم سد عظيم فحصروا بغداد سنة ٦٥٦ ه ، وقتلوا الخليفة ، وسفكوا دماء المسلمين ، ولم يبقوا على كبير ولا صغير ، ويصلوا إلى حلب ، ففعلوا بها مثل ما فعلوا ببغداد ، فأخذوا دمشق في أوائل سنة ٦٥٨ ه.
وكان ممن عصى عليهم الملك الكامل الأيوبي بميافارقين فحاصروه ، ونصبوا على البلاد ست مئة سلم على السور ، يصعد في عرض السلم ستة عشر نفسا ، فاشتد الحصار ، وغلت الأقوات ، وأكلت الأموات ، وبيع مكوك القمح بخمسة وأربعين ألف درهم ، ورطل الخبز بست مئة درهم ، والبصلة بثلاثة وخمسين درهما ، ورأس الكلب بستين درهما ، وبيعت بقرة بسبعين ألف درهم ، واشترى الأشرف أخو الكامل