في بيته ، ولقد ضمن مرة نحو خمسين ألف درهم طولب بها ، وضيق عليه فيها ،
ففرج عنه ببركة نيته. ولو تتبعت آثاره الحسنة ، ومناقبة الجميلة ، لكان سيرة
مدوّنة.
وأما سعيه في
التئام الكلمة ، وإصلاحه بين الناس ، وجمع الشمل بين الإخوان ، والتأليف بين
الأقران ، فمن عجائب الزمان رحمهالله تعالى رحمة تنزله الجنان ، وتبعده عن النيران ، توفي رحمهالله في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة.
ومنهم شمس
الدين رشيد الدورخاني رحمهالله ، كان فيه من مكارم الأخلاق ، ومن محبة الإخوان والشفقة
على طلبة العلم وسذاجته ، وقلة حذاقته في الدنيا ما لا مزيد عليه ، يعطي العطايا
الجزيلة ، بيته بيت الملوك ، ونوبته إقرأ من كتاب الله ما بعد يأتك ، كان سيده
يحبه فيتحفه في كل سنة بما يحتاج إليه من السّكّر والشراب وأنواع الحبوب ، وحبّب
الله إليه الإنفاق ، فاتسع الناس في خيره حتى مات مستورا رحمهالله تعالى في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة.
ومنهم شمس
الدين صواب الجمداري ـ رحمهالله تعالى ـ كان من أجاويدهم وذوي الرأي منهم ، ممن يعظم
الشرع وأهله ، عليه سكينة ووقار وحسن أخلاق ، وبشاشة عند التلاق ، كانت له رئاسة
وحشمة ، وإطعام للكسرة ، وكان نائبا للشيخ عزّ الدين ، وله عتقاء حسنة وبنى دارا
وأوقفها ، واشترى في آخر عمره نخلا جيدا وأوقفه ، وله غير ذلك من الأوقاف. كان ذا
حياء لا تكاد تراه يمزح ولا يضحك ، ولا يجلس إلا في وقت ضرورة في أيام نوبته ، وله
خادم رئيس قليل الخلطة بالناس ، توفي الجمداري رحمهالله تعالى في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة.
ومنهم جمال
الدين محسن الإخميمي ، ومنهم ظهير الدين مختار
__________________