ما انصلح به كثير من شأنهم ، وتأدّب به كثير من شبابهم ، وصبيانهم ، وصار له هيبة في الناس وخفارة ، وحفظ الحرم حفظا حسنا ، وصادف وقتا سيئا جرى فيه على الشدّ ، وزاد على الحد ، حتى ضاقت عليه الأنفس من غير جماعته ، وسعوا في حل ولايته ، وإنما أتى عليه لوثوقه برأيه ، وعدم قبوله نصح أصحابه ، وكأنه لم يسمع قول القائل :
ولن يهلك الإنسان إلا إذا أتى |
|
من الأمر ما لم يرضه نصحاؤه |
والله تعالى يقضي لنا وله بالخير.
وكان يتأدب مع الشيخ عزّ الدين لما كان عزّ الدين معزولا ، ويأتيه إلى مجلسه ، ويعرفه الشهر يتقرب إليه حتى أحبه عزّ الدين.
وكان يقول : هذا خادم محتشم رئيس. ولقد صدق فيما قال ، وتوفي عزّ الدين في أيامه ، وذلك في سنة إحدى وستين وسبعمائة.