زينب زوجة الأمير منصور ، فيذهب في وسط السنة إلى العراق ليقبض حوالة كانت
لها ، ويتسبب لنفسه وينتفع بما يفتح الله تعالى عليه ، ويجلس مجاورا في سكون لا
يتكلم إلا بخير ، ولا يسعى إلا في خير ، حتى يقل ما في يده فيسافر ويسلمه الله
تعالى.
ولقد مررت عليه
يوما في الموسم وهو جالس في وسط الحرم وهو ينظر في الناس.
فقلت له : مثلك
يجلس في هذا الوقت ولا يسعى في مصالحه والموسم تغتنم أيامه!!
فقال : والله
مالي فيه حاجة ، ولا معي ما أتعب نفسي فيه. اجلس حتى نتفرج على سعي الناس فيما لا
يفيدهم.
قلت له : وما
ذاك؟
قال : انظر إلى
بعض الناس يدخل من هذا الباب بجد واجتهاد ، حتى أقول : هو في جهد عظيم ، فإذا وصل
إلى الباب الآخر رجع على عقبيه ، ثم يذهب إلى الباب الآخر ، ثم يرجع.
قال : فقلت له
: ما خبرك؟
فقال : مالي
هناك شيء أطلبه ، غير أن نفسي لا تدعني استقر.
وقلت له يوما :
يا شهاب الدين لم لا تشتري لأولادك دارا ونخلا ، يكون لهم سترا من بعدك؟ وكانت
تحته خالتي الشريفة مباركة بنت الشيخ عبد الواحد الشريف الحسيني.
فقال لي : يكون
تحقق أني أعلم أن زوجتي تتزوج من بعدي ، وأن ابنتي تتزوج ، وأما ولدي فله الله
تعالى إن كان شقيا فلا ينفعه ما أتركه ، وإن كان سعيدا فلا يضره أن لا أترك له
شيئا.
ثم اشترى لهم
دارا ونخلا ، فكان الأمر من بعده كما قال سواء.
تزوجت المرأة ،
ثم تزوجت البنت بأخي علي فسعدت معه ، وولدت منه أولاده النجباء.