وكان يقول للصبيان : أنت تكون ظالما ، وأنت تكون فقيها. فما يتعدّى أحد منهم فيما علمت ما توسم فيه ، وكان يعزم على الجان ويستحضرهم ، وكان حجابه مشهورا بالنفع يأخذ ورقة على طول المصروع فيكتبها له ويعلّقها عليه فيبرأ من حينه ، ولم يزل كذلك حتى أفلجوا بنته ، وكانت تزحف ثم انطلق نصفها الأيمن وبقيت كذلك حتى توفيت ، ولم يرجع عن حاله معهم حتى أفلجوه هو أيضا.
أصبح ذات يوم قد صرع في وسط داره وقد بطل كله ، فرأيته بعد العزة والقوة يمشي في الأسواق يزحف وقد نفر عنه من كان يعرفه ، وصار من الحاجة والقلة بحيث إنه يسأل ويطلب فلا ينظر إليه ابتلاء من الله تعالى ، نسأل الله العافية. وبقي على ذلك سنين متعللا حتى توفي رحمهالله ، وولد ولده مهدي اليوم مقيم بالسوارقية توفي في حدود عشرين وسبعمائة.
وكان ممن صحبته في الله تعالى الشيخ عثمان التكروري (١) ، والشيخ إلياس (٢) ، والشيخ صالح بن عمر الحاجاني (٣) ، والشيخ محمد التلمساني (٤) ، والشيخ إبراهيم المكناسي (٥) ، والشيخ أبو محمد البسكري (٦) ، والأخوان الصالحان علي (٧) ومحمد السلاويان.
فأما الشيخ عثمان فكان من الأخيار الصالحين المشتغلين بالعلم ، خرج من المدينة في أثناء السنة يريد القدس الشريف هو وجماعة معه ، فهلكوا بالعطش في الطريق ومات عن غير عقب ، رحمهالله.
__________________
(١) ترجمته في : «التحفة اللطيفة» ٢ / ٢٥٣ (٢٩٤١) ، نقلا عن ابن فرحون.
(٢) هو : إلياس بن عبد الله المغربي المالكي. ترجمته في : «التحفة اللطيفة» ١ / ١٩٥ (٥٢٩) ، نقلا عن ابن فرحون ، «المغانم المطابة» الورقة ٢٣١ / ب.
(٣) ترجمته في : «التحفة اللطيفة» ١ / ٤٥١ (١٧٧٨) ، نقلا عن ابن فرحون.
(٤) لم أجد له ترجمة.
(٥) ترجمته في : «التحفة اللطيفة» ١ / ٩٤ (١٥٤) ، نقلا عن ابن فرحون ؛ «المغانم المطابة» الورقة ٢٣٢ / أ.
(٦) هو : أبو محمد عبد الله بن عمر البسكري. ترجمته في : «التحفة اللطيفة» ٢ / ٦٦ (٢١٨١) ، «المغانم المطابة» الورقة ٢٥٠ / أ، «الدرر الكامنة» ٢ / ٢٨٠ (٢١٨٦).
(٧) ترجمته في : «التحفة اللطيفة» ٢ / ٣٠٨ (٣١٠٨) ، نقلا عن ابن فرحون.