غيره ، فلما أقبلت عليه بدرني بالكلام ، وقال لي : الله ألهمك ، الله ألهمك.
قال الله تعالى لموسى عليهالسلام : (يا موسى ، خف من لا يخافني) ، فعلمت أنه كاشفني وصوب رأيي ، رحمة الله عليه ، توفي سنة أربع وخمسين وسبعمائة.
وأما الشيخ موسى فكانت له إقامة طويلة بغزّة قرية من قرى الشام فنسب إليها وإنما هو مغربي ، وكان له بغزة سمعة وصولة وفتك بالخاطر.
قال لي : كنت إذا نهيت ظالما عن ظلمه فلم يمتثل أمري قتلته بخاطري ، واشتهر ذلك عنه.
وقال لي : فلما قدمت المدينة المشرفة أردت تلك السيرة فمنعت منها ، وكنت رأيت في منامي قبل دخولي المدينة أن رجلا غلب علي وأخذ مني سكيني فدفنها في كومة تراب في ناحية مسجد مصلى العيد فعلمت أني قد سلبت حالي في التصرف في أهل المدينة ، وذلك لبركة النبي صلىاللهعليهوسلم إذ لا يقدر أحد بحضرته يتصرف بغير أمره.
وقال لي : عزمت عليك مرارا إذ أغظتني في قضية كذا وكذا. وعدد عليّ قضايا أنكرتها. قال : فمنعت منك حتى رأيتك في النوم متعلقا بأعلى شباك الحجرة وأنا واقف تحتك ومعي سكين أشير بها إليك وأنت تهزأ بي ، فعلمت أني لم أسلط عليك ، فكففت وتركت الخاطر عني. وكان يصحب الناس بالمرائي التي له ، ويرى أنها كالوحي لا تكاد تخطيء فتراه يهجرك ثم يصلك من غير موجب لذلك بينكما.
أخبرني أخي علي ـ رحمهالله ـ أنه قال لي يوما : أنت تدعي أنك تكشف البواطن فزوجتي هذا شهرها فأخبرني بحملها.
فقال له : كأنك تمتحنني وما أنت بمصدق بحالي! سآتيك إن شاء الله بالخبر.
قال : فغاب عني أياما ثم جاءني إلى البيت.
فقال لي : زوجتك تلد ولدا يشبه هذه وأشار إلى إحدى بنتي ، فكان كذلك فناديته عند الولادة وجئته بالمولود فحنكه ، ودعا له وسماه حسنا ،