روي في الحديث : «كانت امرأة تهراق الدماء» (١) ، ومنعه الشلوبين ، قال : لا يكون ذلك إلا في الصفات ، وقد تأولوا الأثر على أنه إسقاط حرف الجر أو على إضمار فعل ، أي : بالدماء ، أو يهريق الله الدماء منها ، قال أبو حيان : وهذا هو الصحيح ؛ إذ لم يثبت ذلك من لسان العرب.
(والمتعدي غير الناسخ إما لواحد ، وقد يتضمن اللزوم) فيتعدى بالحرف نحو : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) [النور : ٦٣] ، أي : يخرجون وينفصلون ، (أو لاثنين ثانيهما بحرف جر) والأول بنفسه ، (وسمع حذفه) من الثاني (مع) أفعال وهي (اختار) قال تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) [الأعراف : ١٥٥] ، أي : من قومه ، (واستغفر) قال :
١٣٩٨ ـ أستغفر الله ذنبا لست محصيه
أي : من ذنب ، (وأمر) قال :
١٣٩٩ ـ أمرتك الخير فافعل ما أمرت به
أي : بالخير ، (وسمى وكنى) بالتخفيف ، (ودعا) نحو : سميت ولدي أحمد وكنيته أبا الحسن ودعوته زيدا ، أي : بأحمد وأبي الحسن وبزيد (وزوج) نحو : (زَوَّجْناكَها) [الأحزاب : ٣٧] ، أي : بها ، (وصدق) بالتخفيف نحو : (صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) [سبأ : ٢٠] ، أي : في ظنه ، وهدى نحو : (هَدَيْناهُ السَّبِيلَ) [الإنسان : ٣] ، أي : إليه ، (وعير) نحو : عيرت زيدا سواده ، أي : به ، ومنها : فرق وقرع وجاء واشتاق وراح وتعرض ونأى وحل (وخشي ، فمنع الجمهور القياس عليها).
(وجوزه الأخفش الصغير) علي بن سليمان (وابن الطراوة ووالدي رحمهالله) فقالوا
__________________
١٣٩٨ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في أدب الكاتب ص ٥٢٤ ، والأشباه والنظائر ٤ / ١٦ ، وأوضح المسالك ٢ / ٢٨٣ ، وتخليص الشواهد ص ٤٠٥ ، وخزانة الأدب ٣ / ١١١ ، ٩ / ١٢٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٢٠ ، وشرح التصريح ١ / ٣٩٤ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٧٩ ، وشرح المفصل ٧ / ٦٣ ، ٨ / ٥١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٠٩.
١٣٩٩ ـ البيت من البسيط ، وهو لعمرو بن معدي كرب في ديوانه ص ٦٣ ، وخزانة الأدب ٩ / ١٢٤ ، وشرح شواهد المغني ص ٧٢٧ ، والكتاب ١ / ٣٧ ، ومغني اللبيب ص ٣١٥ ، ولخفاف بن ندبة في ديوانه ص ١٢٦ ، وللعباس بن مرداس في ديوانه ص ١٣١ ، ولأعشى طرود في المؤتلف والمختلف ص ١٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١١٦.
(١) أخرجه أبو داود ، كتاب الطهارة ، باب في المرأة تستحاض (٢٧٤).