ومسلمي وعشري حذارا من اجتماع إعرابين في اسم واحد لو لم تحذف فيما عدا (مسلمات) ، ومن اجتماع حرفي تأنيث في مسلمات فإن نسب إلى ما جمع بالألف والتاء وكان في الجمع تغيير بحركة لازمة كجفنات أو جائزة كسدرات وغرفات ، فإن لم يكن علما رددته إلى مفرده فتقول جفني وسدري وغرفي بسكون عين الكلمة ، وإن كان علما أبقيت الحركة فتقول جفني وسدري وغرفي ، فإن كان التغيير كسرة كسدرات رددتها فتحة ونسب إليه كما ينسب إلى الإبل فتقول : سدري كما تقول إبلي ، وتحذف لهذه الياء أيضا عجز المركب تركيب جملة أو مزج أو عدد إجراء له مجرى تاء التأنيث ، فيقال في النسب إلى تأبط شرا وبعلبك وخمسة عشر ، تأبطي وبعلي وخمسي.
قال أبو حيان : وكان مقتضى القياس أن الجملة لا ينسب إليها كما أنها لا تثنى ولا تجمع ولا تعرب ولا تضاف ولا تصغر ، وإنما جاز النسب إلى الصدر منها تشبيها بالمركب تركيب مزج.
قال : ويدخل تحت قولنا : «عجز المركب» النسبة إلى لو لا وحيثما وشبههما ، فيقال : لوي بتخفيف الواو وحيثي بحذف عجزهما لجريانهما مجرى الجملة التي تحكى ، وتقول في النسبة إلى كنت : كوني بحذف تاء الضمير ورد الواو ؛ لزوال موجب الحذف وهو اجتماعها ساكنة مع النون الساكنة لأجل التاء ، وقد نسبوا إلى الجملة بأسرها فقالوا : كنتي ، لكن في الشعر قال الأعشى :
١٧٨٠ ـ فأصبحت كنتيّا وأصبحت عاجنا
وقال آخر :
١٧٨١ ـ إذا ما كنت ملتمسا لقوت |
|
فلا تصرخ بكنتيّ يجيب |
قال : ولو سمي بجملة زائدة على كلمتين كأن تسمي رجلا ب : (خرج اليوم زيد) حذف
__________________
١٧٨٠ ـ البيت من الطويل ، وهو للأعشى في شرح الأشموني ٣ / ٧٣٥ ، وليس في ديوانه وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٨٢ ، وتذكرة النحاة ص ٥٣٩ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٢٤ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٧٧ ، وشرح شواهد الشافية ص ١١٨ ، وشرح المفصل ١ / ١٤ ، ٦ / ٧ ، ولسان العرب ١٣ / ٢٧٧ ، مادة (عجن) ، ص ٣٦٩ ، مادة (كنن) ، والمقرب ٢ / ٧٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٩٧ ، ورواية البيت:
وما أنا كنتي وما أنا عاجن |
|
وشر الرجال الكنتني وعاجن |
١٧٨١ ـ البيت من الوافر ، تفرد به السيوطي في الهمع ، انظر المعجم المفصل ١ / ٨٦.