بالإشباع حكاه الصفار ، قال أبو حيان : وذلك شذوذ لا لغة ، قال : وذكر بعض أصحابنا أن الأفصح نعم وهي لغة القرآن ، ثم نعم وعليه : (فَنِعِمَّا هِيَ) [البقرة : ٢٧١] ، ثم نعم وهي الأصلية ، ثم نعم (وفاعلهما) ظاهر (معرف بأل) نحو : (نِعْمَ الْمَوْلى) [الأنفال : ٤٠] ، (وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) [البقرة : ٢٠٦] ، (أو مضاف لما هي فيه) نحو : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) [النحل : ٣٠] ، (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) [غافر : ٧٦] ، (أو مضاف لمضاف إليه) أي : إلى ما هي فيه كقوله :
١٤٠٧ ـ فنعم ابن أخت القوم غير مكذّب
وقوله :
١٤٠٨ ـ فنعم ذوو مجاملة الخليل
(قيل : أو) مضاف إلى ضمير (عائد عليه) أي : على ما هي فيه كقولهم :
١٤٠٩ ـ فنعم أخو الهيجا ونعم شبابها
والأصح أنه لا يقاس عليه لقلته ، (وهي) أي : أل التي في فاعلهما (جنسية عند الجمهور) بدليل عدم لحوقهما التاء حيث الفاعل مؤنث في الأفصح ، واختلف على هذا (فقيل) : للجنس (حقيقة) فالجنس كله هو الممدوح أو المذموم ، والمخصوص به فرد من أفراده مندرج تحته ، وقصد ذلك مبالغة في إثبات المدح أو الذم للجنس الذي هو مبهم ؛ لئلا يتوهم كونه طارئا على المخصوص ، وقيل : تعديته إليه بسببه ، وقيل : قصد جعله عاما ليطابق الفعل ؛ لأنه عام في المدح ، ولا يكون الفعل عاما والفاعل خاصا ، (وقيل) : للجنس (مجازا) فجعل المخصوص جميع الجنس مبالغة ولم يقصد غير مدحه أو ذمه.
(وقال قوم) : هي (عهدية ذهنية) كما تقول : اشتريت اللحم ولا تريد الجنس ، ولا معهودا تقدم ، وأريد بذلك أن يقع إبهام ، ثم يأتي التفسير بعده تفخيما للأمر ، وقال أبو
__________________
١٤٠٧ ـ البيت من الطويل ، وهو لأبي طالب في خزانة الأدب ٢ / ٧٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٩٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ٢٧٢ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٧١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٣٥.
١٤٠٨ ـ البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص ٧٨١.
١٤٠٩ ـ الشطر من الطويل ، وهو بلا نسبة في المقاصد النحوية ٤ / ١١ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٧١ ، ٣ / ٢٨ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٣١٢.