وعطفهما على الاسم فيما حكى الفراء : الصالح وبئس الرجل في الحق سواء ، وعدم التصرف والمصدر.
وأجيب بأن حرف الجر والنداء قد يدخلان على ما لا خلاف في فعليته ، بتأويل موصوف أو منادى مقدر ، وكذا في الإخبار والعطف ، أي : فيك خصلة نعمت الخصلة ، ورجل بئس الرجل ، وبأن نعم في (نعم طير) سمي بها محكية ، ولذا فتحت ميمها ، وبأن عدم التصرف والمصدر لا يدلان على الاسمية بدليل ليس وعسى ونحوهما ، ويدل لفعليتهما لحوق تاء التأنيث الساكنة بهما في كل اللغات ، وضمير الرفع في لغة حكاها الكسائي ، وقيل : لا خلاف في أنهما فعلان ، وإنما الخلاف فيهما بعد الإسناد إلى الفاعل ، فالبصريون يقولون : نعم الرجل وبئس الرجل جملتان فعليتان ، وغيرهم يقول : اسمان محكيان نقلا عن أصلهما ، وسمي بهما المدح والذم كتأبط شرا ، ونحوه.
(وأصلهما فعل) بفتح الفاء وكسر العين ، وقد يردان به ، قال طرفة :
١٤٠٥ ـ ما أقلّت قدم إنّهم |
|
نعم السّاعون في الأمر المبر |
(و) قد يردان (بسكون العين وفتح الفاء) تخفيفا ، قال أبو حيان : ولم يذكروا له شاهدا (وكسرهما) إتباعا ، قال تعالى : (إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) [النساء : ٥٨] ، (وكذا كل ذي عين حلقية) أي : هي حرف حلق (من فعل) بالفتح والكسر (اسما) كان (أو فعلا) يرد بهذه اللغات الأربع نحو : فخذ فخذ فخذ فخذ ، شهد شهد شهد شهد ، قال :
١٠٤٦ ـ إذا غاب عنّا غاب عنّا ربيعنا |
|
وإن شهد أجدى خيره ونوافله |
قال أبو حيان : ويشترط في ذلك ألا يكون مما شذت به العرب في فكه ، نحو : لححت عينه ، أو اتصل بآخره ما يسكن له نحو : شهدت ، ولا اسم فاعل معتل اللام نحو :ثوب ضح ، أي : متسخ ، فلا يجوز التسكين فيها ، (ويقال) : في بئس (بيس) بفتح الباء وياء ساكنة مبدلة من الهمزة على غير قياس ، حكاها الأخفش والفارسي ، ويقال في نعم : نعيم
__________________
١٤٠٥ ـ البيت من الرمل ، وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٥٨ مع اختلاف كبير في الرواية ، والإنصاف ١ / ١٢٢ ، وخزانة الأدب ٩ / ٣٧٦ ، ٣٧٧ ، ولسان العرب ١٢ / ٥٨٧ ، مادة (نعم) ، والمحتسب ١ / ٣٤٢ ، ٣٥٧ ، وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٢٢٨ ، والمقتضب ٢ / ١٤٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٩٠ ، وفي نسخة (ناعلها) بدلا من (إنهم).
١٤٠٦ ـ البيت من الطويل ، وهو للأخطل في ديوانه ص ٢٢٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٤١ ، والكتاب ٤ / ١١٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٠١.