(إلا بها) أي : بالواو قاله ابن خروف ، (وزعم يونس العطف بالواو دونها) فلا تكون عاطفة عنده أصلا ؛ لأنها لم تستعمل غير مسبوقة بواو وهو عنده عطف (مفرد) على مفرد (و) زعم (ابن مالك) أن العطف بالواو دونها ، لكن (عطف جملة حذف بعضها) على جملة صرح بجميعها ، فالتقدير : ولكن قام عمرو ، وعلل ذلك بأن الواو لا تعطف مفردا على مفرد مخالف له في الإيجاب والسلب ، بخلاف الجملتين المتعاطفتين فيجوز تخالفهما فيه نحو : قام زيد ولم يقم عمرو ، (و) زعم (ابن عصفور الواو زائدة لازمة) والعطف بلكن (و) زعم (ابن كيسان) أنها زائدة (غير لازمة) والعطف بلكن أيضا.
ليس
(وأثبت الكوفية العطف بليس كلا) فتكون حرفا ، واحتجوا بقوله :
١٦٤٣ ـ أين المفرّ والإله الطّالب |
|
والأشرم المغلوب ليس الغالب |
أي : لا الغالب ، وفي الصحيح من قول أبي بكر : بأبي شبيه بالنبي ليس بشبيه بعلي (٢) ، والبصريون أولوا ذلك بأن المرفوع بعدها اسمها والخبر ضمير متصل محذوف تخفيفا ، أي : ليسه.
قلت : وفي ذلك نظر على أن حذف خبر باب كان ضرورة ، (وبه نطق الشافعي) فإنه قال في «الأم» في أثناء مسألة : لأن الطهارة على الظاهر ليس على الأجواف ، أي : لا ، ولا يصح أن يكون اسمها ضميرا مستترا ؛ لوجوب تأنيث الفعل حينئذ ، وقول الشافعي حجة في اللغة.
أي
(و) أثبت الكوفيون أيضا العطف (بأي) نحو : رأيت الغضنفر أي الأسد ، وضربت بالعضب ، أي : السيف ، والصحيح أنها حرف تفسير يتبع بعدها الأجلى للأخفى ؛ لأنا لم نر عاطفا يصلح للسقوط دائما ولا ملازما لعطف الشيء على مرادفه ، وهذا القول نقله في «التسهيل» عن صاحب «المستوفي» ، قال أبو حيان : ولا أدري من هو ، قال : والعجب
__________________
١٦٤٣ ـ الرجز لنفيل بن حبيب الحميري في شرح المغني ص ٧٠٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٢٣ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٩٨ ، ومغني اللبيب ص ٢٩٦ ، والحيوان ٧ / ١٩٨ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١١٣.
(١) أخرجه البزار في مسنده ١ / ١٢٢ (٥٣) ، والأصبهاني في فضائل الخلفاء الراشدين ص ٢٢٣.