وقول أبي نواس :
١٥٨٨ ـ أقمنا بها يوما ويوما وثالثا |
|
ويوما له يوم التّرحل خامس |
(و) اختصت بعطف (العقد على النيف) نحو : أحد وعشرون.
(و) اختصت (باقترانها بإما) نحو : (إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) [الإنسان : ٣] ، (ولكن) نحو : (وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ) [الأحزاب : ٤٠] ، (ولا إن سبقت بنفي ولم تقصد المعية) نحو : ما قام زيد ولا عمرو ؛ ليفيد أن الفعل منفي عنهما في حالة الاجتماع والافتراق ، ومنه (وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ) [سبأ : ٣٧] ؛ إذ لو لم تدخل (لا) لاحتمل أن المراد نفي التقريب عند الاجتماع دون الافتراق ، والعطف حينئذ من عطف المفردات ، وقيل : الجمل بإضمار العامل فإن لم يسبق بنفي أو قصد المعية لم تدخل ، فلا يقال : قام زيد ولا عمرو ، ولا ما اختصم زيد ولا عمرو ، وأما قوله تعالى : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ) [فاطر : ١٩ ـ ٢٠] الآية ف : (لا) الثانية زائدة لأمن اللبس (وغير ذلك) اختصت به كعطف المفرد السببي على الأجنبي عند الاحتياج إلى الربط نحو : مررت برجل قائم زيد وأخوه ، وعطف الجوار إن قيل به في النسق ، وعطف المقدم على متبوعه للضرورة نحو :
١٥٨٩ ـ عليك ورحمة الله السّلام
ونحوهما مما هو مفرق في محاله.
(قال ابن مالك : وعطف عامل حذف وبقي معموله على) عامل (ظاهر يجمعهما معنى) واحد (نحو) قوله تعالى : (تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) [الحشر : ٩] ، أصله : واعتقدوا الإيمان أو اكتسبوا ، فاستغنى بمفعوله عنه ؛ لأن فيه وفي (تبوؤوا) معنى لازموا وألفوا وقول الشاعر :
١٥٩٠ ـ علفتها تبنا وماء باردا
__________________
١٥٨٨ ـ البيت من الطويل ، وهو لأبي نواس في ديوانه ٢ / ٧ ، وخزانة الأدب ٧ / ٤٦٢ ، ومغني اللبيب ٢ / ٣٥٦ ، وبلا نسبة في المقرب ٢ / ٤٩ ، وأمالي ابن الشجري ١ / ١١ ، وأمالي الزجاجي ص ١٤٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٦٥.
١٥٨٩ ـ البيت من الوافر ، وهو للأحوص في ديوانه ص ١٩٠ ، وتقدم برقم (٦٦٦) ، (٨٧٦) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٥١.
١٥٩٠ ـ الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٠٨ ، ٧ / ٢٣٣ ، وأمالي المرتضى ٢ / ٢٥٩ ، والإنصاف ـ ـ