دلالة له في ذلك على التعيين ؛ لأن ذلك لم يكثر كثرة توجب القياس ، إنما جاء منه هذا البيت أو بيت آخر إن كان جاء ، وإذا كان الأمر كذلك احتمل أن يكون مما دخل فيه أداة الاستفهام على مثلها على سبيل التأكيد ، كدخول حرف الجر على مثله في نحو :
١٣٦٢ ـ فأصبحن لا يسألنه عن بما به
ونحو :
١٣٦٣ ـ ولا للما بهم أبدا دواء
وإذا احتمل ذلك لم تتعين مرادفة (قد) انتهى.
ووافقه ابن هشام في «المغني» ، ثم المراد بمعنى (قد) المذكورة قيل : التقريب ، قال في «الكشاف» : (هَلْ أَتى) أي : قد ، أي : على معنى التقرير والتقريب جميعا ، أي : أتى على الإنسان قبل زمان قريب طائفة من الزمان الطويل الممتد لم يكن فيه شيئا مذكورا.
قال ابن هشام : وفسرها غيره ب : (قد) خاصة ، ولم يحملوا (قد) على معنى التقريب ، بل على معنى التحقيق ، وقال بعضهم : معناها التوقع وكأنه قيل لقوم يتوقعون الخبر عما أتى على الإنسان وهو آدم عليهالسلام ، قال : والحين زمن كونه طينا.
(مسألة : صدر الكلام للاستفهام والتحضيض والتنبيه غير (ها) ولام الابتداء ولعل وما النافية) فلا يقدم عليها معمول الفعل بعدها ، لا يقال : عمرا ما ضرب زيد ، (وفي لا) النافية أقوال :
أحدها : أن لها الصدر ك : (ما).
(ثانيها وثالثها) وهو (الأصح) إن كانت في جواب قسم (ورب) غالبا لا للتنفيس في الأصح.
نونا التوكيد
(نون التوكيد) نوعان (خفيفة وثقيلة ، والتأكيد بها) أي : الثقيلة (أشد من التأكيد)
__________________
١٣٦٢ ـ تقدم البيت برقم (١٠٥٥) ، (١٠٩٤).
١٣٦٣ ـ البيت من الوافر ، وهو لمسلم بن معبد الوالبي في خزانة الأدب ٢ / ٣٠٨ ، ٣١٢ ، ٦ / ١٥٧ ، ٩ / ٥٢٨ ، ٥٣٤ ، ١٠ / ١٩١ ، ١١ / ٢٦٧ ، ٢٨٧ ، ٣٣٠ ، وشرح شواهد المغني ص ٧٧٣ ، وبلا نسبة في الإنصاف ص ٥٧١ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣٤٣ ، والجنى الدني ص ٨٠ ، ٣٤٥ ، والخصائص ٢ / ٢٨٢ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢١ ، وتقدم البيت عرضا مع الشاهد (١٠٥٥) ، (١٠٩٤).