(وورودها لطلب التصور) نحو : أزيد قائم أم عمرو؟ أدبس في الإناء أم خل؟ (والتصديق) نحو : أزيد قائم؟ وأقام زيد؟ بخلاف (هل) فإنها للتصديق خاصة وبقية الأدوات للتصور خاصة ، (و) ورودها (للتسوية) نحو : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) [البقرة : ٦] ، (والإنكار) نحو : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً) [الإسراء : ٤٠] ، (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) [ق : ١٥] ، أي : لم يقع ذلك ومدعيه كاذب ، (والتوبيخ) أي : اللوم على ما وقع نحو : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ) [الصافات : ٩٥] ، (والتقرير) أي : حمل المخاطب على الإقرار نحو : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الشرح : ١] أي : شرحنا ، (والتهكم) نحو : (أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) [هود : ٨٧] ، (والأمر) نحو : (أَسْلَمْتُمْ) [آل عمران : ٢٠] ، أي : أسلموا ، (والتعجب) نحو : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) [الفرقان : ٤٥] ، (والاستبطاء) نحو : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا) [الحديد : ١٦] ، وسائر الأدوات لا ترد لشيء من ذلك.
الألف اللينة
(الألف اللينة) وهي (التي لا تقبل الحركة ، قال ابن جني : وهذا المسمى لا) الذي يذكر قبل الياء عند عدّ الحروف ، وأنه لم يمكن أن يلفظ به في أول اسمه كما فعل في أخواته ؛ إذ قيل : صاد جيم ، (توصل إلى النطق به باللام) كما توصل إلى اللفظ بلام التعريف بالألف حين قيل في الابتداء : الغلام ليتقارضا ، وأن قول المعلمين : لام ألف خطأ ؛ لأن كلا من اللام والألف قد مضى ذكره ، وليس الغرض بيان كيفية تركيب الحروف ، بل سرد أسماء الحروف البسائط ، قال : وأما قول أبي النجم :
١٣٢٩ ـ أقبلت من عند زياد كالخرف |
|
تخطّ رجلاي بخطّ مختلف |
تكتّبان في الطريق لام ألف
فلعله تلقاه من أفواه العامة ؛ لأن الخط ليس له تعلق بالفصاحة انتهى.
وفي حاشية «الكشاف» للتفتازاني : كل الحروف إذا عدت صدر فيها الاسم بالمسمى
__________________
١٣٢٩ ـ الرجز لأبي النجم في خزانة الأدب ١ / ٩٩ ، والخصائص ٣ / ٢٩٧ ، وسر صناعة الإعراب ص ٦٥١ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٥٦ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٩٠ ، ولسان العرب ٩ / ٦٢ ، مادة (خرف) ، ومغني اللبيب ١ / ٣٧٠ ، وبلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٢٢٣ ، والكتاب ٣ / ٢٦٦ ، ولسان العرب ١ / ٦٩٨ ، مادة (كتب) ، ٧ / ٢٨٨ ، مادة (خطط) ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٠٣.