زيد زيد ، فإن دخله معنى يخرجه للإفادة جاز نحو : إن لم تطع الله عصيت ، أريد به التنبيه على العقاب ، فكأنه قال : وجب عليك ما وجب على العاصي ، كما جاز في الابتداء نحو:
١٢٩٩ ـ أنا أبو النّجم وشعري شعري
ومنه : «فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله» (٢) الحديث ، (وتدخله الفاء إن لم يصح) تقديره (شرطا) بأن كان جملة اسمية كقوله :
١٣٠٠ ـ إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا
أو فعل أمر نحو : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي) [آل عمران : ٣١] ، أو دعاء نحو : إن مات زيد فيرحمهالله أو فرحمهالله ، أو مقرونا بحرف تنفيس نحو : (مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ) [المائدة : ٥٤] ، أو بحرف نفي غير لا ولم نحو : إن قام زيد فما يقوم أو فلن يقوم عمرو ، أو بقد نحو : (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ) [يوسف : ٧٧] ، أو جامد نحو : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ) [البقرة : ٢٧١] ، (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً فَعَسى رَبِّي) [الكهف : ٣٩ ـ ٤٠] ، إن أقبل زيد فما أحسنه.
قال أبو حيان : وهذه الفاء هي فاء السبب الكائنة في الإيجاب في نحو قولك : يقوم زيد فيقوم عمرو ، كما يربط بها عند التحقيق يربط بها عند التقدير ، ولا يجوز غيرها من حروف العطف ؛ لأنه بمنزلة الربط السببي ، وسيقت هنا للربط لا للتشريك ، وقال بعض أصحابنا : هي هنا عاطفة جملة على جملة فلم تخرج عن العطف ، قال : وهذا عندي فيه نظر انتهى.
(وفي) جواز (حذفها) أي : الفاء (أقوال) :
أحدها : يجوز ضرورة واختيارا ، نقله أبو حيان عن بعض النحويين ، وخرج عليه قوله تعالى : (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام : ١٢١].
__________________
١٢٩٩ ـ الرجز لأبي النجم العجلي في ديوانه ص ٩٩ ، وتقدم برقم ١٤١ ، مع تخريج واف ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٦٩.
١٣٠٠ ـ البيت من البسيط ، وهو للأعشى في ديوانه ص ١١٣ ، وخزانة الأدب ٨ / ٣٩٤ ، ٥٥٢ ، ٥٥٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٦٥ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ٢٧٦ ، والكتاب ٣ / ٥١ ، والمحتسب ١ / ١٩٥ ، وبلا نسبة في مغني اللبيب ٢ / ٦٨٣ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٩١.
(١) أخرجه البخاري ، كتاب الإيمان ، باب ما جاء إن الأعمال بالنية ... (٥٤) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب قوله صلىاللهعليهوسلم : «إنما الأعمال بالنية ....» (١٩٠٧).