يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ) [فاطر : ٤] ، أي : فتسلّ فقد كذبت ، قال : وسمي المذكور جوابا ؛ لأنه مغن عنه بحيث لا يجامعه ؛ لكثرة ما استعمل كذلك محذوفا ، (وإنما يصدر الشرط بفعل مضارع غير دعاء ، ولا ذي تنفيس مثبت ، أو مع لا أو لم) نحو : إن تقم أقم ، «إن لا يكنه فلا خير لك في قتله» (١) ، (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ) [البقرة : ٢٤] ، ولا يصدر بمضارع دعاء أو مقرون بالسين أو سوف ، (أو) يصدر بفعل (ماض عار من قد و) حرف (نفي ودعاء وجمود) نحو : إن قام زيد قمت ، ولا يصدر بماض مقرون بقد أو بحرف نفي أو ذي دعاء أو جامد ، ولا بفعل الأمر البتة.
(ولو) كان الفعل (مضمرا فسره فعل) بعد معموله ، فإنه يجوز تصدير الشرط به نحو : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ) [التوبة : ٤٦] ، التقدير إن استجارك أحد من المشركين استجارك ، ف : (استجارك) المتأخرة فسرت الأولى المضمرة وارتفع (أحد) على الفاعلية بها ، (وكونه) والحالة هذه (مضارعا دون لم ضرورة) كقوله :
١٢٩٣ ـ يثني عليك وأنت أهل ثنائه |
|
ولديك إن هو يستزدك مزيد |
والاختيار أن يكون عند الإضمار والتفسير إما ماضيا كما تقدم أو مضارعا مقرونا بلم كقوله :
١٢٩٤ ـ فإن أنت لم ينفعك علمك فانتسب
وقوله :
١٢٩٥ ـ فإن هو لم يحمل على النّفس ضيمها
(وكذا تقديم الاسم) على إضمار الفعل قبله ، والتفسير بعده (مع غير إن) من الأدوات
__________________
١٢٩٣ ـ البيت من الكامل ، وهو لعبد الله بن عنمة في خزانة الأدب ٩ / ٤١ ، ٤٢ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٠٤١ ، وبلا نسبة في الخصائص ١ / ١١٠ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٩٥ ، ٤ / ١٣٠ ، وشرح الرضي ٤ / ٩٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٢٩.
١٢٩٤ ـ البيت من الطويل ، وهو للبيد بن ربيعة في ديوانه ص ٢٥٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٧٣ ، وتقدم الشاهد برقم (١٥٩).
١٢٩٥ ـ البيت من الطويل ، وهو للسموءل في ديوانه ص ٩٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٢٣ ، وتقدم عرضا مع الشاهد ١٢٩٤ ، وتقدم برقم (١٥٨).
(١) أخرجه الترمذي ، كتاب الفتن ، باب ما جاء في ذكر ابن صائد (٢٢٤٩).