[إهمال متى]
(ولا) تهمل (متى) ، وقيل : نعم حملا على إذا كحديث البخاري : «وإنه متى يقوم مقامك لا يسمع الناس» (١) ، قاله ابن مالك ، قال أبو حيان : وهذا شيء غريب ، ثم تكلم في استدلاله بما أثر في الحديث على إثبات الأحكام النحوية.
[المجازاة بكيف]
(ولا يجازى بكيف) وقال سيبويه وكثير : يجازى بها معنى لا عملا ، ويجب كون فعليها متفقي اللفظ والمعنى نحو : كيف تصنع أصنع ، ولا يجوز كيف تجلس أذهب بالاتفاق.
(ولا تجزم بها) وقال الكوفيون وقطرب : نعم مطلقا ، وقوم : إن اقترنت بما نحو : كيفما تكن أكن ، (ولا) يجزم (بحيث وإذ) مجردين من (ما) ، وأجازه الفراء قياسا على (أين) وأخواتها ، ورد بأنه لم يسمع فيهما إلا مقرونين بها بخلافها.
(ولا) يجزم (المسبب عن صلة الذي و) عن (النكرة الموصوفة) ، وأجازه الكوفيون تشبيها بجواب الشرط ، فيقال : الذي يأتيني أحسن إليه ، وكل رجل يأتيني أكرمه ، واختاره ابن مالك ، (خلافا لزاعميها) أي : الأقوال في المسائل الأربعة عشرة وقد بينت.
(مسألة : أدوات الشرط) كلها (أسماء ، إلا إن) فإنها حرف بالاتفاق ، والبواقي متضمنة معناها ، فلذا بنيت إلا أيا فإنها معربة ، (وفي إذما خلف) فذهب سيبويه إلى أنها حرف كإن ، وذهب المبرد وابن السراج والفارسي إلى أنها اسم ظرف زمان ، وأصلها إذ التي هي ظرف لما مضى ، فزيد عليها (ما) وجوبا في الشرط فجزم بها ، واستدل سيبويه بأنها لما ركبت مع (ما) صارت معها كالشيء الواحد فبطل دلالتها على معناها الأول بالتركيب ، وصارت حرفا ، ونظير ذلك أنهم حين ركبوا (حب) مع (ذا) فقالوا : حبذا زيد بطل معنى (حب) من الفعلية وصارت مع (ذا) جزء كلمة وصارت حبذا كلها اسما بالتركيب ، وخرجت عن أصل وضعها بالكلية.
(وتقتضي) أدوات الشرط (جملتين الأولى شرط ، والثانية جزاء وجواب) أي : يسمى كل منهما بما ذكر ، قال أبو حيان : والتسمية بالجزاء والجواب مجاز ووجهه أنه شابه
__________________
(١) أخرجه البخاري ، كتاب الأذان ، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة (٦٧٩).