وقال الزمخشري : هي من الداخلة على ربي حذفت نونها ، ورده ابن مالك بأنها لو كانت لجاز دخولها على ربي كالأصل ، وأجاب أبو حيان بأنه قد سمع ذلك كما تقدم ، وقيل : أصلها أيمن حذف منها حتى بقيت الميم.
جملة القسم
(مسألة القسم جملة) لفظا كأقسمت بالله أو تقديرا ك : (بالله) إنشائية كما ذكر ، أو خبرية كأشهد لعمرو خارج ، وعلمت لزيد قائم (مؤكدة لخبرية) أخرى تالية (غير تعجب) فخرج بالمؤكدة لأخرى نحو : زيد قائم زيد قائم ، فإنه يصدق عليها أنها جملة مؤكدة ليست أخرى ، بل هي هي ، وبالخبرية غيرها فلا تقع مقسما عليها ، وبالباقي التعجبية بناء على الصحيح أنها خبرية.
(وتتلقى) أي : تستقبل بمعنى تجاب (في الإثبات بلام مفتوحة) مع الاسمية ، والفعلية مع التنفيس أو لا نحو : (ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ) [مريم : ٧٠] ، (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً) [يوسف : ٣٢] ، (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ) [الضحى : ٥] ، والله لسيقوم زيد.
(وقد تكسر مع الفعل) في لغة نحو : والله لتفعلن ، ومنعها ، أي : اللام الفراء مع السين ؛ لأنه لم يسمع بخلاف سوف ، والفرق أن اللام كالجزء مما تدخل عليه فيؤدي دخولها إلى توالي أربع حركات فيما هو كالكلمة الواحدة ، وهو مرفوض في كلامهم ، وأجيب باغتفار ذلك كما قالوا : والله لكذب زيد.
(و) يتلقى أيضا في الإثبات (بإن) المكسورةمثقلة ومخففة سواء كان في خبرها اللام نحو : (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) [الليل : ٤] ، (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) [الطارق : ٤] ، أم لا ، (وقيل : إن كان في خبرها اللام) جاز تلقيه به ، وإلا فلا ؛ لأن القصد بذلك إفادة التأكيد الذي لأجله القسم ، (قيل : ولام كي) قاله الأخفش ، ومثل بقوله : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ) [التوبة : ٦٢] ، وقول الشاعر :
١١٦٧ ـ إذا قال : قدني قلت : بالله حلفة |
|
لتغني عني ذا إنائك أجمعا |
__________________
١١٦٧ ـ البيت من الطويل ، وهو لحريث بن عناب في خزانة الأدب ١١ / ٤٣٤ ، ٤٣٥ ، ٤٣٩ ، ٤٤١ ، ٤٤٣ ، ومجالس ثعلب ص ٦٠٦ ، والمقاصد النحوية ١ / ٣٥٤ ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٠٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٥٥٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٥٩ ، ٨٣٠ ، وشرح المفصل ٣ / ٨ ، ومغني اللبيب ١ / ٢١٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٠٦.