(فوق) محلها ، ولأنها لو لزمت اسميتها لما ذكر لزم الحكم باسمية إلى في نحو : (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) [البقرة : ٢٦٠] ، (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ) [القصص : ٣٢] ، (وَهُزِّي إِلَيْكِ) [مريم : ٢٥] ، قال : فليتخرج هذا كله على التعلق بمحذوف كما في (سقيا لك) ، أو على حذف مضاف ، أي : هون على نفسك واضمم إلى نفسك ، انتهى.
قال ابن الدماميني : وقد يقال : لا نسلم أن ما كان بمعنى شيء يصح حلوله محله.
(وأجراه) أي : أجرى الأخفش ما قاله في (على) من اسميتها في الحالة المذكورة كقول امرئ القيس :
١٠٨٩ ـ دع عنك نهبا صيح في حجراته
وقول أبي نواس :
١٠٩٠ ـ دع عنك لومي فإنّ اللوم إغراء
قال ابن هشام : وقد تقدم ما فيه ، قال : ومما يدل على أنها ليست اسما أنه لا يصح حلول الجانب محلها.
عن
(عن للمجاوزة) وهي الأصل ولهذا عدي بها صد وأعرض وأضرب وانحرف وعدل ونهى ونأى وحرف ورحل واستغنى ورغب ونحوها ، ومنه باب الرواية والإخبار ؛ لأن المروي والمخبر به مجاوز لمن أخذ عنه.
(قال الكوفية وابن قتيبة وابن مالك : والاستعانة) كالباء نحو : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) [النجم ٣] ، أي : به ، (والتعليل) نحو : (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ) [التوبة : ١١٤] ، (وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ) [هود : ٥٣] ، (وبمعنى على) أي : الاستعلاء كقوله تعالى : (فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) [محمد : ٣٨] ، وقول الشاعر :
__________________
١٠٨٩ ـ البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٩٤ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٥٩ ، ١١ / ١٧٧ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٤٠ ، ولسان العرب ٢ / ٥٢٢ ، مادة (صيح) ، ٤ / ١٦٨ ، مادة (حجر) ، ٦ / ٩٧ ، مادة (رسس) ، ٧ / ٣١٨ ، مادة (سقط) ، ومغني اللبيب ١ / ١٥٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٠٧ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٤٤ ، والمقرب ١ / ١٩٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٦٨.
١٠٩٠ ـ البيت من البسيط ، وهو لأبي نواس في ديوانه ١ / ٢١ ، وخزانة الأدب ١١ / ٤٣٤ ، ولسان العرب ٨ / ١٨٤ ، مادة (شفع) ، ومغني اللبيب ص ١٥٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٥.