إلى
(إلى) له معان فيكون (لانتهاء الغاية مطلقا) أي : زمانا نحو : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة : ١٨٧] ، ومكانا نحو : (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) [الإسراء : ١] ، قال الرضي : ومعنى قولهم : انتهاء الغاية وابتداؤها نهايتها ومبدؤها ، (قال ابن مالك) في «التسهيل» : (والتبيين) ، قال في شرحه : وهي المبينة لفاعلية مجرورها بعد ما يفيد حبا أو بغضا من فعل تعجب أو اسم تفضيل نحو : (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَ) [يوسف : ٣٣] ، قال : (وبمعنى في) أي : الظرفية ؛ لقوله تعالى (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) [النساء : ٨٧] ، أي : فيه ، وذكره جماعة في قوله :
١٠٤٦ ـ فلا تتركنّي بالوعيد كأنّني |
|
إلى الناس مطليّ به القار أجرب |
قال (و) بمعنى (اللام) نحو : (وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ) [النمل : ٣٣] ، أي : لك ، وقيل : هي لانتهاء الغاية ، أي : منته إليك (و) قال (الكوفية) وطائفة من البصرية : (و) بمعنى (مع) أي : المعية ، وذلك إذا ضممت شيئا إلى آخر في الحكم به أو عليه أو التعلق كقوله تعالى : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) [الصف : ١٤] ، وقوله : (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) [المائدة : ٦] ، وقولهم : (الذود إلى الذود إبل) ، ولا يجوز إلى زيد مال تريد مع زيد مال ، قال الرضي : والتحقيق أن (إلى) هذه للانتهاء ، فقوله : (إِلَى الْمَرافِقِ ،) أي : مضافة إليها ، والذود إلى الذود ، أي : مضافة إلى الذود ، وقال غيره : وما ورد من ذلك مؤول على تضمّن العامل وإبقاء إلى على أصلها ، والمعنى في قوله : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) من يضيف نصرته إلى نصرة الله ، و (إلى) حينئذ أبلغ من (مع) ؛ لأنك لو قلت : من ينصرني مع فلان لم يدل على أن فلانا وحده ينصرك ، وقيل : التقدير من ينصرني حال كوني ذاهبا إلى الله ، (و) بمعنى (من) كقوله :
١٠٤٧ ـ تقول وقد عاليت بالكور فوقها : |
|
أيسقى فلا يروى إليّ ابن أحمرا |
__________________
١٠٤٦ ـ البيت من الطويل ، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٧٣ ، وأدب الكاتب ص ٥٠٦ ، والأزهية ص ٢٧٣ ، والجنى الداني ص ٣٨٧ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤٦٥ ، وشرح شواهد المغني ص ٢٢٣ ، ولسان العرب ١٥ / ٤٣٥ ، مادة (إلى) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٧٩٨ ، وجواهر الأدب ص ٣٤٣ ، ورصف المباني ص ٨٣ ، وشرح الأشموني ٢ / ٢٨٩ ، ومغني اللبيب ص ٧٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٦٣.
١٠٤٧ ـ البيت من الطويل ، وهو لابن أحمر في ديوانه ص ٨٤ ، وأدب الكاتب ص ٥١١ ، والجنى الداني ص ٣٨٨ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٢٨٩ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٢٥ ، ومغني اللبيب ١ / ٧٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٢٥.