سيبويه على خلافه ، ويجوز جره مع فقد (من) ، قال أبو حيان : إلا أنه لا يحفظ ، فإن جاء كان على إضمار (من) ، وهو مذهب الخليل والكسائي ، ولا يحمل على إضافة كأين كما ذهب إليه ابن كيسان ؛ لأنه لا يجوز إضافتها ؛ إذ المحكيّ لا يضاف ؛ ولأن في آخرها تنوينا فهو مانع من الإضافة أيضا ، وقد قال سيبويه : إن جرها أحد من العرب فعسى أن يجرها بإضمار (من) انتهى.
وقال ابن خروف : يكون في مميزها النصب ، ويجوز الجر ب : (من) وبغير (من) ، بفصل وبغير فصل. قال أبو حيان : ومقتضى الاستقراء أن تمييز (كأين) لا يكون جمعا ، فليست كمثل (كم) الخبرية في ذلك ، واختلف في جواز حذفه فجوزه المبرد والأكثرون ، وقال صاحب «البسيط» : إنه ضعيف للزوم (من) ففيه حذف عامل ومعمول ، قال أبو حيان : ومن يقول بجواز حذفه لا يلتزم أنه حذف وهو مجرور بمن ، بل حذف وهو منصوب ، كما حذف من (كم) الاستفهامية وهو منصوب ، والأفصح اتصال تمييز (كأين) بها ، وكذا وقعت في القرآن ويجوز الفصل بينهما بالجملة وبالظرف قال :
٩٩٢ ـ وكائن رددنا عنكم من مدجّج
وقال :
٩٩٣ ـ وكائن بالأباطح من صديق
تمييز كذا :
(ص) ومميز (كذا) لا يجر بمن وفاقا ، ولا بالإضافة ، ولا البدلية ، ولا يرفع ولا يجمع خلافا لزاعميها.
(ش) مميز (كذا) لا يكون إلا مفردا منصوبا قال الشاعر :
٩٩٤ ـ عد النّفس نعمى بعد بوساك ذاكرا |
|
كذا وكذا لطفا به نسي الجهد |
__________________
٩٩٢ ـ البيت من الطويل ، وهو لعمرو بن شأس في سر صناعة الإعراب ١ / ٣٠٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٩٧ ، والكتاب ٢ / ١٧٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥١٠.
٩٩٣ ـ تقدم الشاهد برقم (١٨٩).
٩٩٤ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧ / ٢٨١ ، وشرح الأشموني ٣ / ٦٣٨ ، ٤ / ٨٦ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥١٤ ، ومغني اللبيب ١ / ١٨٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٩٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٢١.