وقوله :
٩١١ ـ حاشاي إنّي مسلم معذور
وقوله :
٩١٢ ـ خلا الله لا أرجو سواك وإنّما
وقوله :
٩١٣ ـ عدا الشّمطاء والطّفل الصّغير
وأنكر بعض الكوفيين منهم الفراء حرفية (حاشا) ، وقال : إنها فعل أبدا ؛ لقولهم : حاشا يحاشي ، وإن الجر بعدها بلام مقدرة ، والأصل حاشا لزيد ، لكن كثر الكلام بها فأسقطوا اللام وخفضوا بها ، وأنكر سيبويه وأكثر البصريين فعليتها ، وقالوا : إنها حرف دائما بمنزلة (لا) ، لكنها تجر المستثنى ، وأنكروا أيضا حرفية (خلا) و (عدا) ، وقالوا : إنهما فعلان بمعني المفارقة والمجاوزة ضمّنا معنى الاستثناء ، والعذر لسيبويه أنه لم يحفظ النصب ب : (حاشا) ، ولا الجر ب : (عدا) ؛ لقلته ، وإنما نقله الأخفش والفراء ، ثم على فعلية هذه الأفعال ذهب الفراء إلى أن حاشا فعل لا فاعل له ، قال أبو حيان : ويمكن القول في خلا وعدا بذلك ك : (قلما) لما أشربت به من معنى (إلا).
واتفق بقية الكوفيين والبصريين على أن فاعلها ضمير مستكن فيها لازم الإضمار ، ثم قال البصريون : هو عائد على البعض المفهوم من الكلام ، والتقدير قام القوم عدا هو ، أي : بعضهم زيدا ، وقال الكوفيون : عائد على المصدر المفهوم من الفعل ، أي : عدا قيامهم زيدا ، وهو غير مطرد فيما لم يتقدمه فعل أو نحوه ، ولكون الضمير عائدا على البعض أو المصدر لم يثن ولم يجمع ولم يؤنث ؛ لأنه عائد على مفرد مذكر وتدخل (ما) على خلا وعدا فيتعين النصب بعدها ؛ لأنها مصدرية فدخولها يعين الفعلية كقوله :
__________________
٩١١ ـ البيت من الكامل ، وهو للأقيشر الأسدي من ديوانه ص ٤١ ، وشرح التصريح ١ / ١١٢ ، واللسان والتاج مادة (حشا) ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ١١٩ ، والجنى الداني ص ٥٦٦ ، وجواهر الأدب ص ٤٢٦ ، واللسان مادة (عذر) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٨٥.
٩١٢ ـ تقدم الشاهد برقم (٨٩٠).
٩١٣ ـ البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٢٨٥ ، وشرح التصريح ١ / ٣٦٣ ، وشرح ابن عقيل ص ٣١٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١٣٢ ، وعمدة الحفاظ (حشي) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٥٣.