(فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) [البقرة : ٢٤٩] ، وفي لغة تميم يتبع المنقطع بشرط صحة إغنائه عن المستثنى منه نحو : ما في الدار أحد إلا زيد قال :
٨٨٥ ـ وبلدة ليس بها أنيس |
|
إلّا اليعافير وإلّا العيس |
وقد شبه سيبويه نصب المقدم بنعت النكرة إذا تقدم عليها فإنه ينتصب على الحال بعد إتباعه ، فإن لم يصح إغناؤه نحو : ما زاد إلا ما نقص ، وما نفع إلا ما ضر ، تعين نصبه عند جميع العرب ، وكذا إن تقدم نحو : ما في الدار إلا حمارا أحد ، وفي لغة يتبع المقدم ، حكى سيبويه : (ما لي إلا أبوك أحد) ، قال سيبويه : فيجعلون (أحد) بدلا ، وأبوك مبدلا منه ، ووجهه الأبدي بأن البدل لا يمكن تقديمه ، وقيل : هو بدل وهو في نية التأخير ، وقال ابن الصائغ : (أحد) بدل من (إلا) مع الاسم مجموعين وهو شبيه ببدل الشيء من الشيء ؛ لأن (ما قام إلا أبوك) في قوة ما قام غير أبيك أحد ، فيصح إطلاقه عليه.
قال ابن عصفور : ولا يقاس على هذه اللغة ، وقد قاسه الكوفيون والبغداديون وابن مالك ، ومن الوارد منه قوله :
٨٨٦ ـ إذا لم يكن إلّا النّبيّون شافع
وقوله :
٨٨٧ ـ فلم يبق إلّا واحد منهم شفر
أما المتوسط بين المستثنى منه وصفته نحو : ما جاءني أحد إلا زيدا خير منك ، وما قام القوم إلا زيدا العقلاء ، وما مررت بأحد إلا زيد خير منك ، فيجوز فيه الإتباع بدلا ،
__________________
٨٨٥ ـ الرجز لجران العود في ديوانه ص ٩٧ ، والخزانة ١٠ / ١٥ ، ١٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٤٠ ، وشرح التصريح ١ / ٣٥٣ ، وشرح المفصل ٢ / ١١٧ ، ٣ / ٢٧ ، ٧ / ٢١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١٠٧ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٩١ ، والإنصاف ١ / ٢٧١ ، وأوضح المسالك ٢ / ٢٦١ ، والجنى الداني ص ١٦٤ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٧٩.
٨٨٦ ـ البيت من الطويل ، وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ص ٢٤١ ، وشرح التصريح ١ / ٣٥٥ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١١٤ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٢٦٨ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٢٩ ، ٢ / ١٤٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٠٩ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٣٠.
٨٨٧ ـ البيت من الطويل ، وهو لتوبة بن مضرس في أساس البلاغة (شفر) ، والحماسة البصرية ١ / ٢٥١ ، وحماسة البحتري ص ٣٦٢ ، والتاج مادة (شفر) ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٨٨ ، واللسان مادة (شفر) ، والمقرب ١ / ١٦٩ ، ويروى «فرد» مكان (شفر) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٧٠.