وكانت منتصبة على الظرف ، ثم أقيمت الواو مقامها انتصب ما بعدها على انتصاب (مع) التي وقعت الواو موقعها ؛ إذ لا يصح انتصاب الحروف ، كما يرتفع ما بعد إلا الواقعة موقع (غير) بارتفاع (غير) نحو : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) [الأنبياء : ٢٢] ، والأصل غير الله.
منع تقدمه على عامله :
(ص) ولا يقدم على عامله ولا مصاحبه ، خلافا لابن جني ، ولا يفصل بين الواو بظرف ، ولا يكون جملة ، خلافا لصدر الأفاضل.
(ش) المفعول معه لا يتقدم على عامله باتفاق ؛ لأن أصل واوه للعطف ، والمعطوف لا يتقدم على عامل المعطوف عليه إجماعا ، ولا يتقدم على مصاحبه أيضا لما ذكر ، وأجازه ابن جني فيقال : استوى والخشبة الماء ؛ لوروده في العطف قال :
٨٧٥ ـ عليك ورحمة الله السّلام
وسماعه هنا قال :
٨٧٦ ـ جمعت وفحشا غيبة ونميمة
ولأن باب المفعولية في التقديم أوسع مجالا من باب التابعية ، وإنما المانع هنا من التقديم الحمل على ذلك ، فإذا جاء في الأصل بقلة أو اضطرار جاز هنا بكثرة وسعة.
ولا يجوز الفصل بين الواو والمفعول معه بظرف ولا بغيره ، فلا يقال : قام زيد واليوم عمرا ، وإن جاز الفصل بالظرف بين الواو العاطفة ومعطوفها ؛ لأن الواو هنا نزلت منزلة الجار مع المجرور فمنعوا الفصل بينهما.
وزعم صدر الأفاضل أن المفعول معه يكون جملة ، وخرج عليه قولهم : جاء زيد
__________________
٨٧٥ ـ تقدم برقم (٦٦٦).
٨٧٦ ـ البيت من الطويل ، وهو ليزيد بن الحكم في الخزانة ٣ / ١٣٠ ، ١٣٤ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٩٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٣٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٨٦ ، ٢٦٢ ، وأمالي القالي ١ / ٦٨ ، والأغاني ١٢ / ٢٩٦ ، (دار الكتب المصرية) ، وبلا نسبة في الخزانة ٩ / ١٤١ ، والخصائص ٢ / ٣٨٣ ، وشرح الأشموني ١ / ٢٢٤ ، ٢ / ١٣٧ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٦٠.