الجلوس فيه أثناء الحج ؛ كان هناك مسجد صغير من قبل فى هذا الموضع ، ولكن الوهابيين دمروا ذلك المسجد ، وقد جرت العادة أن يصلى الحجاج ركعتين فى هذا المكان ، من باب التحية لعرفات. هذا الدرج هو والقمة مغطيان بالغتر والمناديل لاستقبال أو تلقى العطايا الناجمة عن التقوى والورع ، وكل أسرة من الأسر المكية ، أو البدو المنتمين إلى قريش لهم مكان محدد لهذا الغرض. وقمة السهل تستحوذ على منظر مترام فريد ، وتناولت البوصلة لكى أرصد بعض الزوايا ولكن الزحام الشديد حال بينى وبين ما أريد. فى أقصى الطرف الغربى من السهل شاهدت بير بازان والعلمين ، وعلى مقربة من منى فى اتجاه الجنوب ، يقع المسجد الذى يسمونه مسجد نمرة ، أو بالأحرى جامع سيدنا إبراهيم عليهالسلام ، وفى الجنوب الشرقى ، يوجد منزل صغير جرت العادة أن يقيم فيه شريف مكة أثناء الحج. وتمتد من هذا المكان أرض صخرية مستوية مرتفعة داخل السهل متجهة صوب جبل عرفات. وعلى الجانب الشرقى من الجبل ، وبالقرب من سفحه ، توجد أنقاض مسجد صغير ، مبنى على أرض صخرية ، ويطلق عليه اسم جامع الصخرات ، الذى صلى فيه سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم ، والذى يؤدى المسلمون فيه أربع ركعات تأسيا بالنبى صلىاللهعليهوسلم ، وتنتشر فوق السهل خزانات عدة مبطنة بالحجر ؛ اثنان أو ثلاثة من هذه الخزانات تقع بالقرب من سفح جبل عرفات ، وهناك أيضا بعض هذه الخزانات المائية بالقرب من منزل الأشراف ، هذه الخزانات تملأ من المجرى المائى الدقيق الذى يزود مكة كلها بالماء ، والذى يبعد مصدره مسير ساعة ونصف الساعة عن هذا المكان ، فى الجبال الشرقية. هذا المجرى مكشوف هنا فى سهل عرفة لكى يفيد منه الناس (الحجاج) ويجرى توجيهه حول الجوانب الثلاثة للجبال مرورا بموضع سيدنا آدم (*).
__________________
(*) نقلا عن قطب الدين ؛ نجد أن ساحل عرفات كله كان منزرعا فى أواخر القرن السادس عشر.