منطقة الأحساء تحتوى على ما يقرب من عشرين قرية ، والبدو الذين يسكنون الأحساء هم من بنى خالد إحدى القبائل المنتشرة فى سائر أنحاء الجزيرة العربية ، وعرب البشر ، وقبيلة من العنوز ، وقبيلة من الزاب. هنا فى الإحساء ، كما هو الحال فى نجد ، يوجد بعض من بنى الحسين ، وهى قبيلة تنتمى إلى المذهب الشيعى الفارسى.
يكثر الماء فيما بين بلدتى الأحساء والبصرة ، والطريق الواصل من الدرعية إلى بغداد يمر بمنطقتى القصيم وجبل الشمر ، متجها صوب الغرب ؛ نظرا لأن الطريق الذى على شكل خط مستقيم يكون خاليا من الماء فى الصحراء. بعد أن وصلنا قوار ، تلك البلدة الصغيرة على حدود القصيم ، فى اتجاه جبل الشمر (والتى تبعد مسير ثمانية أيام عن الدرعية) ، يصل المسافر بعد مسير يوم إلى قحفة إحدى قرى جبل الشمر ، ويستمر الطريق مدة يومين آخرين فى الصحراء المنزرعة من هذه المنطقة إلى أن يصل إلى بئر شبيكة التى تحد الشمر من هذا الجانب ، والطريق من هنا إلى بلدة لين يستغرق مسير يوم واحد ؛ ولين هذه شهيرة بتعدد آبارها ، التى توفر الماء للجيش الوهابى كله ، وعرب العنزة أو أن شئت فقل : العنوز كثيرى التردد على هذا المكان ، وفيما بين نجد ونهر الفرات توجد بئر فى الصحراء يحصل الناس منها على الكبريت اللازم لصناعة البارود فى نجد.
بعد رحلة تستمر ثلاثة أيام من قرية لين ، فى صحراء خالية من الماء ، يصل المسافر إلى بئر شبكة ، وبعد مسير يوم واحد من شبكة هذه ، يصل المسافر إلى مدينة مشهد على. هذا هو الطريق الذى يسلكه المسافرون فى فصل الصيف ، أما فى الشتاء وعند ما يتجمع ماء المطر على شكل برك على الطريق ، يستخدم العرب طريق بئر الشبكة الذى يصلون إليه من طريق يطلقون عليه اسم درب بريضة ، الذى هو طريق حج الخلفاء القديم الذى كانوا يسلكونه عند ما يذهبون لأداء فريضة الحج. هنا على هذا الطريق توجد خزانات كثيرة للماء ، كلها مبنية من الحجر ، وقد أمر بإنشائها الخلفاء كيما توفر الماء للحجاج ، ويمر الطريق على بلدة مشهد على بطريقة مباشرة متجها إلى جبل الشمر ، دون أن يلمس قرية لين ومن مشهد على إلى جبل الشمر تقدر المسافة