بمسير ثمانية أيام ، يزاد على ذلك أن المسافر من بغداد إلى نجد يمر دوما على قبر (سيدنا) على ؛ هذا الطريق يعد واحدا من الطرق التى يسلكها دوما المسافرون وبخاصة عرب العجيل البغداديين ، الذين يجىء القسم الأكبر منهم من نجد ، التى يزورونها فى أغلب الأحيان باعتبارهم باعة جائلين. يندرج العرب البدو المستقرين فى أحياء بغداد تحت اسم العجيل ، العجيل كانت فى يوم من الأيام منطقة جبل الشمر ، أو بالأحرى الجبل كما يحلو للناس أن يسمونها ، يمتد أيضا الطريق الواصل بين نجد ودمشق. هذا الطريق عبارة عن رقعة من الأرض الجبلية فى الشمال الشرقى من منطقة القصيم ، وتبدأ من اتجاه شرق شمال شرق من المدينة المنورة. سكان هذه المنطقة هم بنى الشمر الأقوياء ، تلك القبيلة التى نزح البعض منها إلى بلاد الرافدين. وشيخ الشمر الذى يقال له : ابن على ، من المؤيدين الأشداء للوهابيين والحكم الوهابى ، ويقال إن بنى الشمر بإمكانهم تجميع سبعة آلاف بندقية فتيلية ؛ والشمر شأنهم شأن جيرانهم فى نجد يزرعون النخيل باستخدام الماء الذى يجلبونه من الآبار بواسطة دلاء مصنوعة من الجلد ، وتعد بلدة المستجدة واحدة من البلدان الرئيسية فى منطقة الشمر ، والمدينة الرئيسية فى جبل الشمر هى حائل أما بلدة قفار فتجىء فى المرتبة الثانية بعد حائل.
والطريق من جبل الشمر إلى دمشق يمر بمنطقة الجوف التى تبعد عن جبل الشمر مسافة تقدر بمسير خمسة أيام وهو عامر بالرمال العميقة ، وخال من الماء اللهم باستثناء الماء الذى يجرى الحصول عليه من بئر شقيق ، الذى يبعد مسير أربعة أيام عن جبل الشمر ، ومسير يوم واحد عن الجوف ، وأنا أرى أنه ليست هناك محطات أخرى ، فى هذه المنطقة خالية من الماء ، وبخاصة المناطق التى تتردد عليها القوافل بصورة مستمرة ؛ ومن أمثلة ذلك المسافة التى تقدر بمسير أربعة أيام وتفصل جبل الشمر عن الشقيق ، وبئر الشقيق مملوكة للعنوز من فرع الروالة ، ومن يريد السفر من جنوب سوريا إلى نجد ، يتعين عليه المرور بهذه المنطقة ، واعتبارا من الجوف واتجاها صوب الجنوب تخلو المنطقة من الماء ، هذا الاتجاه صوب الجنوب يوصل فى نهاية المطاف إلى كل من خيبر والمدينة المنورة ، من هنا يصبح الطريق غير مطروق. والعرب