والرمان ، وأشجار المشمش. كان فى وسط تلك الأشجار بئر كبيرة تعطى ماء ممتازا ، ولم يكن أمامى ما أتمناه أكثر من ذلك الذى أنا فيه حاليا. أهل هذه القرية تحول القسم الأكبر منهم إلى سكان مستقرين ، على الرغم من أصلهم البدوى ؛ هؤلاء السكان لم يتشككوا فى نواياى ومقصدى من الإقامة فى القرية ، نظرا لأنهم تبينوا أنى لا أقوى على الوقوف على قدمىّ ، وبناء على ذلك راحوا يعاملونى برفق. يضاف إلى ذلك أن الهدايا الصغيرة من اللحم التى كنت أوزعها عليهم سرعان ما فعلت فعلها ، وجعلتنى أقف على حسن نواياهم تجاهى ، وكانت لدى أسباب كثيرة تجعلنى راض عن سلوكهم وتصرفاتهم تجاهى ، وبذلك تمتعت براحة كاملة وبهواء الجبل النقى ، ذلك الجبل الذى يقع على ارتفاع أعلى من ارتفاع جبل الطور ، وسرعان ما استعدت قواى.
على امتداد السنوات الأربع الماضية ، واعتبارا من افتراقى عن صديقى السيد / باركر والسيد / ماسيك ، هما وبساتين حلب الغناء ، لم أستشعر الراحة على نحو أفضل مما أنا عليه هنا فى هذه القرية ، بل إن اليوم الأول من وجودى هنا فى هذه القرية أحدث تحسنا فى صحتى. ونظرا لأنى أعرف أن التمرينات الخفيفة يمكن أن تفيدنى ، فقد ركبت دابة واتجهت إلى قرية الحمام ، ذلك الحمام الدافئ الذى يقع عند ناصية الجبل ، الواقع إلى الشمال من قرية الطور ، ويبعد مسير نصف ساعة عن قرية الوادى. هذا الجبل الجيرى تنبجس منه عيون دافئة متعددة ، العين الرئيسية من بين هذه العيون مسقوفة ، ويتردد عليها كل البدو المقيمين فى المنطقة المحيطة بها. هناك بعض البنايات شبه المهدمة ، ويحتمل أن يكون عمرها من عمر قلعة الطور المدمرة ، ربما كانت تلك البنايات توفر الإعاشة والإقامة للزوار. مياه العيون هنا معتدلة الحرارة ، ويبدو أن فيها نسبة عالية من النوشادر. هناك بالقرب من تلك العيون توجد بيارات نخيل مترامية الأطراف. وأنا لم يسبق لى أن رأيت نخيلا كثيف النمو بالصورة التى عليها النخيل هنا فى قرية الحمام ؛ النخيل هنا يشكل غابة كثيفة على نحو يصعب معه على الإنسان أن يشق طريقه خلالها. مزارع النخيل هذه مملوكة لبدو شبه الجزيرة العربية ، الذين يجيئون إلى هنا مع عائلاتهم فى موسم حصاد التمر. ومع ذلك ، فإن أكبر البيارات هنا من ممتلكات القساوسة اليونانيين فى جبل سيناء ، ومن بين