الساعتين ونصف الساعة ، لننزل بعد ذلك إلى واد على الجانب الآخر ، ومن فوق قمة الجبل شاهدت منظر خليج العقبة البديع. الجزء العلوى من هذا الجبل جرانيتى ، والأجزاء السفلى منه من صخر مختلف عن صخور القمة ، وفى فترة العصر خرجنا من هذه السلسلة إلى السهل الغربى ، الذى ينحدر انحدارا متدرجا نحو البحر فى السويس ، وخيمنا فى ذلك السهل بعد ركوب الراحلات مدة تقدر بحوالى عشر ساعات.
اليوم الثامن من شهر يونيو. وصلنا الطور قادمين إليها من هذه الاستراحة بعد حوالى ثلاث ساعات ونصف الساعة ، وفى الطور وجدنا اضطرابا كبيرا ؛ كانت حرم محمد على باشا التى صادفتها فى كل محطة من محطات هذه الرحلة ، قد وصلت إلى الطور قادمة من ينبع ، قبل أيام قلائل ، ونظرا لأن الريح كانت تهب من الشمال ، فقد آثرت حرم محمد على النزول إلى الشاطئ على أمل مواصلة الرحلة برا إلى السويس. كان محافظ السويس هو ومصطفى بك ، وهو واحد من كبار الضباط ، قد جاءا للقائها ، وكانت خيامها قد نصبت بالقرب من قرية الطور الصغيرة. كان الأمر يحتاج إلى ما يتردد بين أربعمائة وخمسمائة جمل لنقل الحاشية والمتعلقات والجنود إلى السويس ، ونظرا لعدم توفر مثل هذا العدد من الإبل فى وقت قصير ، فقد كانت تنتظر أسبوعا فى الطور.
كنت قد قررت التوقف أياما قلائل فى الطور ، مستهدفا بذلك استرداد شىء من الصحة يعيننى على مواصلة رحلتى إلى القاهرة ، لكنى عند ما عرفت أن الطاعون لا يزال منتشرا فى السويس ، وأيضا فى القاهرة ، غيرت خطتى ، وصممت على البقاء فى الطور بضعة أسابيع ، إلى أن تنتهى موجة الطاعون ، وسرعان ما اكتشفت أن مسألة الحصول على مسكن فى الطور تعد أمرا غير مناسب ؛ قرية الطور مبنية فى واد رملى ، قريب من الشاطئ ، وبلا أية حماية من أشعة الشمس ، وخلف هذه القرية الصغيرة توجد أيضا مجموعة قليلة جدا من بيارات النخيل ، ومنازل هذه القرية شديدة البؤس ، كما أن جحافل الذباب والبعوض تملأ فتحات كل مسكن من المساكن.أمضيت الليل فى قرية الطور ، وبعد أن عرفت من البدو أن هناك قرية أخرى صغيرة