الحج أو الدخول إلى بيت الله الحرام. جرى الالتزام بذلك الأمر سنوات عدة ، لكن المال الذى كان ينفقه الفرس سرعان ما أعاد فتح الطريق إلى عرفات والكعبة. ونحن نعرف من المؤرخ العصمى ، أن شيعيا أميت حيا على الخازوق لأنه رفض التخلى عن مذهبه.
ظلت قافلة الحج المغربية غير منتظمة طوال سنوات كثيرة. هذه القافلة عادة ما يصحبها واحد من أقارب ملك مراكش (المغرب) ، والقافلة تبدأ من محل إقامة ذلك القريب ، وتتقدم على شكل مسيرات بطيئة فى اتجاه تونس وطرابلس ، لتصحب معها المزيد من الحجاج من المناطق التى تمر خلالها. طريق هذه القافلة من ناحية طرابلس ، يسير محاذيا لشواطئ سيرتيس إلى أن تصل إلى درنة ، ومن درنة بمحاذاة الساحل إلى مصر ، مرورا بالإسكندرية ، أو تسير فى اتجاه بحيرات النطرون قاصدة القاهرة مباشرة ، لتستأنف منها السير فى طريق الحج المعتاد. هذه القافلة ، وهى فى طريق عودتها من مكة ، تقوم دوما بزيارة المدينة (المنورة) ، التى لا يزورها الحج المصرى مطلقا ، وقد تمر هذه القافلة أثناء عودتها فى بعض الأحيان وصولا إلى القدس. مجموعة صغيرة من القوات هى التى ترافق القافلة المغربية ، لكن حجاج هذه القافلة يكونون مسلحين تسليحا جيدا ، وعلى استعداد للدفاع عن أنفسهم ، أما القافلتان الأخريان فلا يقاتل أحد منهم سوى الحرس المرافق لهما.
مرت آخر قافلة مغربية عبر الأراضى المصرية فى عام ١٨١١ م ، وسمح لهم الوهابيون بزيارة مكة ، بعد أن تأكدوا أنهم أقلعوا عن الممارسات المشينة التى كانوا يسمون بها كلا من المصريين والسوريين ، ولكن القافلة ألمت بها مصائب كثيرة فى طريق عودتها ، من جانب أعدائها من ناحية ، وافتقارها من ناحية ثانية إلى المرشدين ، والتموينات ، الأمر الذى أسفر عن وفاة الكثيرين من أفراد هذه القافلة. حجاج البربر يأتون حاليا عن طريق البحر من الإسكندرية ، ثم يبحرون بعد ذلك من السويس بواقع خمسين حاجا أو مائة حاج فى المرة الواحدة. وعلى الرغم من أن هؤلاء الحجاج البربر يرتدون ملابس بسيطة تنم عن الفقر فإنهم يحملون معهم من المال