ما يكفى احتياجاتهم ، وقلة قليلة من هؤلاء البربر هم الذين يمارسون الشحاذة ، وأنا لم أر من هذه الفئة سوى مجموعة صغيرة جدا ، وهم عبارة عن عرب من درعة فى الجانب الجنوبى الشرقى من جبل أطلس ؛ هذه المجموعة انضمت إلى القافلة المصرية عن طريق البر فى شهر سبتمبر من العام ١٨١٦ ، وقد أبلغونى أنهم حصلوا على ترخيص مجانى بالمرور عن طريق البحر من تونس إلى الإسكندرية. كان واحد من هذه المجموعة من بدو البربر ، الذين كان مخيمهم يبعد ، عند ما غادره ، مسير عشرين يوما عن مدينة تمبكتو فى قافلة المغربين (المغاربة أو المغربيين) جرت العادة أن يكون فيها بعض المواطنين من جزيرة جربة ، الذين تدور حولهم شكوك قوية بأنهم من شيعة علىّ رضياللهعنه ؛ كما يتركز البعض منهم فى كثير من الأحيان ، فى القاهرة ، إذ يسكنون المنطقة التى تدعى منطقة طولون ، ويحافظون تماما على عزل أنفسهم عن سائر المغربيين المقيمين فى المدينة. لكن الغالبية العظمى من القافلة تكون مكونة من أفراد من المملكة المغربية.
وأنا أعتقد أن ألفى حاج هو أعلى رقم يمكن أن يصل إليه عدد الحجاج البربر. كانت القوافل الأخيرة تضم ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف رجل.
جرت العادة أن تصل إلى مكة قافلتان يمنيتان ، كانتا تأتيان عن طريق البر فى الأزمان السابقة. كان الناس يطلقون على القافلة الأولى من هاتين القافلتين اسم : الحج القبصى ، الذى كان يبدأ من مدينة صعدة فى اليمن ، ويشق طريقه عبر الجبال إلى الطائف ، ومنها إلى مكة. ويمكن العثور على اثنين من يوميات هذه القافلة مع بعض الملاحظات الخاصة بها فى ملاحق هذا الكتاب. القافلة اليمنية الثانية ، التى شكلها المواطنون اليمنيون ، والمواطنون الفارسيون ، وكذلك المواطنون الهنود الذين كانوا يصلون إلى موانئ اليمن ، كانت تسير محاذية للساحل ، وقد توقفت تلك القافلة فى حوالى عام ١٨٠٣ م ، ولم يجر تشكيلها بعد ذلك. كانت تلك القافلة ، ذات يوم ، واحدة من القوافل الكبيرة ، العامرة بالتجارة وتحمل كميات كبيرة من البن ،