القافلة المصرية التى تبدأ من القاهرة ، تخضع للقواعد والنظم نفسها التى تسير عليها القافلة السورية ، لكن يندر أن تتساوى مع القافلة السورية من حيث العدد ؛ نظرا لأنها لا تضم سوى المصريين فقط ، علاوة على الحرس العسكرى المرافق. الطريق الممتد بطول ساحل البحر الأحمر ، يمر عبر أراضى القبائل البدوية المحبة للحرب ، التى تحاول فى معظم الأحيان اقتطاع أو عزل جزء من القافلة عن طريق القوة. يضاف إلى ذلك أن المساقى تكاد تكون شحيحة على هذا الطريق وذلك على العكس من الطريق الآخر ؛ المسافة بين بئر وأخرى تصل إلى ثلاثة أيام فى معظم الأحيان ، ولكن هذه الآبار وفيرة المياه رغم ندرتها ، ومن بين هذه الآبار لا يوجد سوى بئرين أو ثلاثة ، هى التى مياهها مالحة. فى عام ١٨١٤ م كانت القافلة المصرية مكونة من الجنود فقط ، مع المجموعة الخاصة بالمحمل ، وبعض الموظفين العموميين ؛ الحجاج المصريين كلهم يؤثرون السفر عن طريق السويس. فى عام ١٨١٦ م ، التحق بعض أعيان القاهرة بقافلة الحج ، وكان الواحد من هؤلاء الأعيان يصاحبه حوالى مائة وعشرة جمال ، يستعملها فى نقل أمتعته وحاشيته ، كما كانت له أيضا ثمانى خيام ، ولا بد أن مصروفات هذا الرجل فى الذهاب والإياب وصلت إلى ما يقرب من عشرة آلاف جنيه. كان ضمن هذه القافلة أيضا خمسمائة فلاح ، معهم نساؤهم جاءوا من الوجه القبلى والوجه البحرى ، والذين كانوا لا يخشون الصحراء وأخطارها ومتاعبها أكثر من خشيتهم للبحر وأخطاره. شاهدت مع هؤلاء الفلاحين مجموعة من النساء الشعبيات والبنات الراقصات ، اللاتى كانت خيامهن ومعداتهن من بين أعظم الخيام والمعدات فى القافلة. هناك مجموعة من الحاجّات السوريات من هذا المستوى نفسه يرافقن القافلة السورية أيضا.
توقف الحج الفارسى فى التوقيت نفسه الذى أوقف الوهابيون فيه الحج السورى. هذا الحج الفارسى كان يأتى عن طريق بغداد ، ثم يمر عبر نجد قاصدا مكة المكرمة ، وبعد أن أبرم عبد الله بن سعود معاهدة سلام مع طوسون باشا فى عام ١٨١٥ م ، استأنف الحج الفارسى عبوره للصحراء ، مرورا بالدرعية دون اعتراض أو مضايقات ،