الجماعات. وعند ما تخيم هذه الجماعات ، فإنها تراعى وتلتزم بالنظام المفروض عليها ؛ هذا يعنى أن أولئك الذين يأتون من حلب على سبيل المثال يكونون مجاورين لأولئك الذين جاءوا من حمص .. إلخ. هذه القاعدة أمر ضرورى تجنبا لحدوث الفوضى أثناء المسير الليلى (*).
جرت العادة أن يتعاقد الحجاج على الرحلة مع واحد من المقوّمين ؛ والمقوّم هو واحد من أولئك الذين يتعهدون بتوفير الإبل والمؤن والتموينات المطلوبة للحج. والمقوم الواحد يتولى أمر عدد من الحجاج يتردد بين عشرين حاجا وثلاثين حاجا ، والمتعهد هو الذى يوفر الخيام ويوفر على الحجاج متاعب الطريق ومشاقه ، هذا يعنى أن المقوّم هو الذى يقوم على أمر الخيام ، وإعداد القهوة ، وتوفير الماء ، وإعداد الفطور والغذاء اللازمين للحجاج ، وبذلك لا يشارك الحجاج على أى نحو من الأنحاء فى هذه الأمور. وإذا ما نفق جمل من الإبل تعين على المقوّم الإتيان بغيره ، وبغض النظر عن عدم توفر التموينات على الطريق ، فإن المقوّم هو المسئول عن توفير الواجبات المطلوبة للحجاج. فى عام ١٨١٤ م ، كان أجر المقوّم ، بما فى ذلك الطعام يقدر بحوالى مائة وخمسين دولارا من دمشق إلى المدينة المنورة ، يضاف إليها خمسين دولارا أخرى من المدينة (المنورة) إلى مكة (المكرمة). يدفع المقوّم من هذا المبلغ حوالى ستين دولارا للجمّال الذى يقتاد الجمل أثناء السير فى الليل ، وهذا احتياط ضرورى فى مثل هذه القوافل الكبيرة ، تحاشيا لنوم الراكب أثناء السفر ، الأمر الذى يجعل الجمل يسير على هواه ويخرج عن خط السير المحدد. يتلقى المقوّم علاوة على الأجر المحدد ، بعض الهدايا من الحجاج. وعند العودة إلى سوريا ، يكون المبلغ أقل ، نظرا لعودة عدد كبير من الإبل بلا أحمال.
__________________
(*) فى كتاب بوركهارت المعنون «ترحال فى سوريا» يجد القارئ فى صفحة ٢٤٢ (النص الإنجليزى) المزيد من المعلومات عن قافلة الحج ، وفى ملحق ذلك الكتاب (الملحق رقم ٣) يجد القارئ أيضا وصفا للطريق بين دمشق ومكة. (المعد)