لذلك المارق ، فور الانتهاء من مهمته ، لكن هذه المجموعة لم تستطع حماية ذلك المصرى من غضب السكان. وجرى قتله بخنجر أحد المواطنين اليمنيين ، وجرى مطاردة الخيالة ، وجرى سلب القافلة المصرية ونهبها فى تلك المناسبة.
بعد تفحص الحجر ، وجد أن ثلاث قطع فى حجم ظفر الرجل ، قد قطعت من الحجر الأسود بفعل الضربات ، هذه القطع الثلاث جرى طحنها وأخذ الرماد الناتج عنها ، وتم عجنه بالأسمنت ثم جرى ملء الكسور بتلك العجينة. واعتبارا من ذلك التاريخ ، لم يواجه الحجر بعد ذلك أية مساوئ اللهم باستثناء العام ١٦٧٤ الميلادى ، حيث اكتشف الناس فى صباح أحد الأيام تلطيخ الحجر الأسود بالأقذار ، هو وباب الكعبة ، الأمر الذى جعل هؤلاء الذين يقبلون على تقبيله بالتراجع اشمئزازا ، مؤلف هذه النكتة المدنسة للمقدسات ، جرى البحث عنه دون جدوى ، وحامت الشكوك حول بعض الفارسيين ، لكن لم يتم إثبات ذلك الاتهام الموجه إلى الفارسيين (*).
مسألة قداسة الحجر الأسود تبدو كأنها محل نقاش كبير من جانب واحد من أهم دعائم الإسلام. وها هو الأزرقى يورد شهادة كثير من الشهود ، الذين سمعوا عمر بن الخطاب وهو يقول متعجبا عندما كان يقف أمام الحجر الأسود : «أنا أعرف أنك حجر ليس إلا ، وأنك لا يمكنك أن تضرنى أو تنفعنى ، ولا ينبغى أن أقبلك ، لو لا أنى رأيت محمدا صلىاللهعليهوسلم وهو يفعل الشىء نفسه».
فى العام ٣٥٤ الهجرى ، بنى الخليفة المقتدر مدخلا بالقرب من باب المسجد ، الذى يسمونه باب إبراهيم ، هذا المدخل يبرز إلى ما وراء الخط المستقيم المكون من الأعمدة ، وضم إلى هذا المدخل بوابتين قديمتين هما باب بنى جومة ، وباب الخياطين. واعتبارا من ذلك الوقت لم تحدث أية تحسينات على امتداد قرون عدة.
__________________
(*) راجع العصمى للمزيد عن هذه التفاصيل.