وافتتحت آذربيجان سنة اثنتين وعشرين ، افتتحها المغيرة بن شعبة الثقفي (١) في خلافة عثمان بن عفان (٢). وخراجها أربعة آلاف ألف درهم يزيد في سنة وينقص في أخرى.
__________________
ـ الحمّيّات العتيقة قلعها ، وإلى جانبه نهر الرّسّ ، وبها رمّان عجيب ليس في جميع الدنيا مثله ، وبهاتين عجيب ، وزبيبها يجفف في التنانير لأنه لا شمس عندهم لكثرة الضباب ، ولم تصح السماء عندهم قطّ ، وعندهم كبريت قليل يجدونه قطعا على الماء ، ويسمّن النساء إذا شربنه مع الفتيت. (معجم البلدان ج ١ / ص ٤٣٠).
(١) المغيرة بن شعبة الثقفي : هو أحد دهاة العرب وقادتهم وولاتهم ، صحابي ، يقال له : مغيرة الرأيّ ، ولد في الطائف سنة ٢٠ ق. ه / ٦٠٣ م ، وبرحها في الجاهلية مع جماعة من بني مالك فدخل الإسكندرية وافدا على المقوقس ، وعاد إلى الحجاز ، فلما ظهر الإسلام تردّد في قبوله إلى أن كانت سنة ٥ ه فأسلم ، شهد الحديبية ، واليمامة ، وفتوح الشام ، وذهبت عينه باليرموك ، وشهد القادسية ، ونهاوند ، وهمذان ، وولّاه عمر بن الخطاب على البصرة ، ففتح بلادا عدّة ، وعزله ، ثم ولّاه الكوفة ، وأقرّه عثمان على الكوفة ، ثم عزله ، ولما حدثت الفتنة بين علي ومعاوية اعتزلنها المغيرة ، وحضر مع الحكمين ، ثم ولّاه معاوية الكوفة فلم يزل فيها إلى أن مات سنة ٥٠ ه / ٦٧٠ م ، قال الشعبي : دهاة العرب أربعة : معاوية للأناة ، وعمرو بن العاص للمعضلات ، والمغيرة للبديهة ، وزياد بن أبيه للصغير والكبير ، وللمغيرة ١٣٦ حديثا ، وهو أول من وضع ديوان البصرة ، وأول من سلّم عليه بالإمرة في الإسلام.
(٢) عثمان بن عفّان : هو عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية ، من قريش ، أمير المؤمنين ، ذو النورين ، ثالث الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشّرين ، من كبار الرجال الذين اعتزّ بهم الإسلام في عهد ظهوره ، ولد بمكة سنة ٤٧ ق. ه / ٥٧٧ م ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، وكان غنيا شريفا في الجاهلية ، ومن أعظم أعماله في الإسلام تجهيزه نصف جيش العسرة بماله ، فبذل ثلاثمائة بعير بأقتابها وأحلاسها وتبرّع بألف دينار ، وصارت إليه الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطّاب سنة ٢٣ ه ، فافتتحت في أيامه أرمينية ، والقوقاز ، وخراسان ، وكرمان ، وسجستان ، وأفريقيا ، وقبرس ، وأتمّ جمع القرآن ، وكان أبو بكر قد جمعه وأبقى ما بأيدي الناس من الرقاع ، والقراطيس ، فلما ولي عثمان طلب مصحف أبي بكر فأمر بالنسخ عنه وأحرق كلّ ما عداه ، وهو أول من زاد في المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ، وقدم الخطبة في العيد على الصلاة ، وأمر بالأذان الأول يوم الجمعة ، واتّخذ الشرطة وأمر بكل أرض جلا أهلها عنها أن يستعمرها العرب المسلمون وتكون لهم ، واتّخذ دارا للقضاء بين الناس ، وكان أبو بكر وعمر يجلسان للقضاء في المسجد وروى عن النبي ١٤٦ حديثا ، نقم عليه الناس اختصاصه أقاربه من بني أمية بالولايات والأعمال ، فجاءته الوفود من الكوفة والبصرة ومصر ، فطلبوا منه عزل أقاربه ، فامتنع فحصروه في داره يراودونه على أن يخلع نفسه ، فلم يفعل ، فحاصروه أربعين يوما ، وتسوّر عليه بعضهم الجدار فقتلوه صبيحة عيد الأضحى وهو يقرأ القرآن في بيته ، بالمدينة ، ولقّب بذي النورين لأنه تزوّج بنتي النبي صلّى الله عليه وسلّم : رقيّة ، ثم أم كلثوم.