قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

البلدان

142/224
*

وأقام بقية سنة أربع ومائتين وأشهرا من سنة خمس ومائتين. ثم احتال طاهر بن الحسين بن مصعب البوشنجي حتى ولاه المأمون خراسان وعهد له عليها ، فخرج إليها في سنة خمس ومائتين ، وبلغه سوء رأي من المأمون فأظهر خلافا لم يكشف رأسه فيه ، وبلغ المأمون ذلك فيقال أنه احتيل له بشربة ، وتوفي طاهر في سنة سبع ومائتين ، فولى المأمون مكانه ابنه طلحة بن طاهر بن الحسين ، فأقام أميرا بخراسان سبع سنين مستقيم الأمر ثم توفي طلحة بن طاهر سنة خمس عشرة ومائتين.

وكان المأمون قد ولى عبد الله بن طاهر كور الجبل وآذربيجان فخرج وأقام بالدينور عليلا ، فولاه المأمون خراسان مكان أخيه طلحة بن طاهر ووجه إليه بعهده وعقده مع إسحاق بن إبراهيم ، ويحيى بن أكثم (١) قاضي القضاة ، فشخص عبد الله بن طاهر إلى خراسان فنزل نيسابور ولم ينزلها وال من ولاة خراسان قبله وجعلها وطنه.

وأقام عبد الله بن طاهر على خراسان وأعمالها مستقيم الأمر شديد السلطان ، والبلدان كلها مستقيمة أربع عشرة سنة ، ثم توفي بنيسابور في سنة ثلاثين ومائتين وله ثمان وأربعون سنة ، فولى الواثق خراسان ابنه طاهر بن عبد الله بن طاهر ، فأقام بخراسان خلافة الواثق ، والمتوكل ، والمنتصر ، وبعض خلافة المستعين ، ووليها ثماني عشرة سنة مستقيم الأمور ثم توفي بنيسابور في رجب سنة ثمان وأربعين ومائتين وله أربع وأربعون سنة.

وولى المستعين خراسان ابنه محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر (٢) ، فأقام واليا

__________________

(١) يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن التميمي الأسيدي المروزي ، أبو محمد ، قاض ، رفيع القدر ، عالي الشهرة ، من نبلاء الفقهاء ، يتصل نسبه بأكثم بن صيفي حكيم العرب ، ولد بمرو سنة ١٥٩ ه‍ / ٧٧٥ م ، واتصل بالمأمون أيام مقامه بها ، فولاه القضاء في البصرة سنة ٢٠٢ ه‍ ، ثم قضاء القضاة ببغداد ، وأضاف إليه تدبير مملكته ، فكان وزراء الدولة لا يقدّمون ولا يؤخّرون في شيء إلا بعد عرضه عليه ، وغلب على المأمون حتى لم يتقدّمه عنده أحد ، وكان مع تقدمه في الفقه وأدب القضاء ، حسن العشرة ، حلو الحديث ، استولى على قلب المأمون حتى أمر بأن لا يحجب عنه ليلا ولا نهارا ، وله غزوات وغارات ، منها أن المأمون وجّهه سنة ٢١٦ ه‍ ، إلى بعض جهات الروم ، فعاد ظافرا ، ولما مات المأمون وولي المعتصم ، عزله عن القضاء ، فلزم بيته ، وآل الأمر إلى المتوكّل فردّه إلى عمله ، ثم عزله سنة ٢٤٠ ه‍ ، وأخذ أمواله ، فأقام قليلا ، وعزم على المجاورة بمكة ، فرحل إليها ، فبلغه أن المتوكّل صفا عليه ، فانقلب راجعا ، فلما كان بالربذة ، من قرى المدينة ، مرض وتوفي فيها سنة ٢٤٢ ه‍ / ٨٥٧ م.

(٢) محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي ، أمير خراسان ، وليها بعد أبيه سنة ـ