وسطها يقال له : الهندمند (١) وإليها صار تبّع اليماني (٢) فأقام بها ، وكورة زالق (٣) ، وكورة سناروذ (٤) ، ولها نهر يقال له : الهندمند يأتي من جبال شاهقة وليس يقطع إليها من بلد من البلدان إلا في مفازة ، وهي تتاخم مكران (٥) من بلاد السند ،
__________________
(١) الهندمند : وهو اسم لنهر مدينة سجستان يزعمون أنه ينصبّ إليه مياه ألف نهر وينشقّ منه ألف نهر فلا يظهر فيه نقص ، قال الإصطخري : وأما أنهار سجستان فإن أعظمها نهر هندمند مخرجه من ظهر الغور حتى ينصبّ على ظهر رخّج وبلد الداور حتى ينتهي إلى بست ، ويمتد منها إلى ناحية سجستان ، ثم يقع في بحيرة زره الفاضل منه ، وإذا انتهى هذا النهر إلى مرحلة من سجستان تشعّب منه مقاسم الماء ، فأول نهر ينشقّ منه نهر يأخذ على الرستاق حتى ينتهي إلى نيشك ويأخذ منه سناروذ ، وما يبقى من هذا النهر يجري في نهر يسمى كزك ، ثم يصيب في بحيرة زره ، وعلى نهر هندمند على باب بست جسر من سفن كما يكون في أنهار العراق.(معجم البلدان ج ٥ / ص ٤٧٩).
(٢) تبّع اليماني : تبّع بن حسّان بن تبان ، من ملوك حمير في اليمن ، قيل : اسمه مرثد ، وهو تبّع الأصغر ، آخر التبابعة ، ملك بعد عبد كلال ، وعقد الحلف بين اليمن وربيعة ، وسار إلى الشام فلقيه قوم من حمير ، من بني عمرو بن عامر ، فشكوا إليه ما نزل بهم من اليهود في يثرب وذكروا له سوء مجاورتهم لهم ونقضهم العهد الذي بينهم ، فسار إلى يثرب ونزل في سفح أحد ، وبعث إلى اليهود فقتل منهم ثلاثمائة رجل ، وذلّلها لهم ، وكان ملكه ٧٨ سنة.
(٣) زالق : من نواحي سجستان وهو رستاق كبير في قصور وحصون ، أرسل عبد الله بن عامر بن كريز الربيع بن زياد الحارثي إلى زالق في سنة ٣٠ فافتتحها عنوة وسبى منها عشرة آلاف رأس ، وأصاب مملوكا لدهقان زرنج وقد جمع ثلاثمائة ألف درهم ليحملها إلى مولاه ، فقال له : ما هذه الأموال؟ فقال : من غلّة قرى مولاي ، فقال له الربيع : أله مثل هذا في كل عام؟ قال : نعم ، قال فمن أين اجتمع هذا المال؟ فقال : يجمعه بالفؤوس والمناجل. قال المدائني : وكان من حديث فتح زالق أن الربيع أغار عليهم يوم المهرجان فأخذ دهقان زالق ، فقال له : أنا أفدي نفسي وأهلي وولدي ، فقال : بكم تفديهم؟ فقال : اركز عنزة وأطمّها لك بالذهب والفضّة ، فأدّاه وأعطاه ما ضمن له ، ويقال : سبى منهم ثلاثين ألفا. (معجم البلدان ج ٣ / ص ١٤٣).
(٤) سناروذ : روذ بالفارسية اسم نهر ، وهو اسم نهر سجستان يأخذ من نهر هندمند ، فيجري على فرسخ من سجستان ، وهو النهر الذي تجري فيه السفن من بست إلى سجستان إذا مدّ الماء ، وجميع أنهار سجستان من هذا النهر المسمّى سناروذ ، على رساتيق كثيرة ويتشعّب منه أنهر كثيرة تسقي الرساتيق وما يبقى منه يجري في نهر يسمّى كزك ، عنده سكر يمنع الماء أن يجري إلى بحيرة زره. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٢٩٥).
(٥) مكران : هي اختصار ماه كرمان ، ومكران : اسم لسيف البحر ، قال أهل السير : سميت مكران بمركان بن فارك بن سام بن نوح عليه السّلام ، أخي كرمان لأنه نزلها واستوطنها لما تبلبلت الألسن في بابل ، وهي ولاية واسعة تشتمل على مدن وقرى ، وهذه الولاية بين كرمان من ـ