بسم الله الرّحمن
الرّحيم
مقدمة في تحقيق هذا الشرح
الحمد لله ، والصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله
هذا السفر
الجميل من كتب البديعيات الكثيرة ، التي وضعها ناظموها في مدح الرسول الكريم صلىاللهعليهوسلم من الأسفار التي تقدّم لقارئها متعة فنية ، وفوائد جمة
، وحلاوة مسوغة في العقول والأسماع من الشعر الجميل المنظوم في شخصية النبي محمد صلىاللهعليهوسلم.
ولقد زادها
قيمة ، ومكانة أن ناظمها هو صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الطائي السنبسي الحلي ،
وأنه ـ هو نفسه ـ قام بشرح أبياتها ، وبيان ما تضمنته من أنواع البديع وأصنافه
بأسلوب الأديب الناقد العالم المقتدر على فن البديع بضروبه ومناحيه ، فهو يحلل
البيت ، ثم يفسر معناه ، ثم يسرد الأمثلة المتنوعة من آيات الكتاب العزيز ، وحديث
النبي الكريم ، والشعر العربي ، وأقوال الفصحاء والبلغاء ، ولا استغراب في ذلك ،
إذا ما عرفنا قدرات المؤلف الحلي ، فهو شاعر فارس وخطيب بارع ، ومنشئ مبدع ، فضلا
عن كونه عالما بفنون المعارف.
لقد رأيت وأنا
أتصفح مكتبة الأوقاف العامة أن ثمة مخطوطات في اللغة والأدب وعلوم القرآن ، ما
تزال تنتظر من ينفض عنها الغبار ، وينشرها لينتفع بها معنيو الأدب العربي وتراثه ،
من تلك المخطوطات ، كتاب فنون الأفنان لابن الجوزي (٥٩٧ ه) الذي حرصت في ذلك