إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح الكافية البديعية

شرح الكافية البديعية

شرح الكافية البديعية

المؤلف :صفي الدين الحلّي

الموضوع :الشعر والأدب

الصفحات :336

تحمیل

شرح الكافية البديعية

22/336
*

ليس الفرار عليّ عارا بعد ما

شهدوا ببأسي يوم مشتبك القنا

إن كنت أول من نأى عن أرضهم

قد كنت يوم الحرب أول من دنا

أبعدت عن أرض العراق ركائبي

علما بأن الحزم نعم المقتنى

جبت البلاد ولست متخذا بها

سكنا ولم أرض الثريا مسكنا

حتّى أنخت بماردين مطيتي

فهناك قال لي الزمان لي ألهنا

في ظل ملك مذ حللت بربعه

أمسى لسان الدهر عني الكنا (١)

فالشاعر من خلال هذه الأبيات صريح بأنه ترك العراق فرارا من الأوضاع الشاذة التي تعيشها قبيلته ، بعد أن أبلى مع أعدائه البلاء الحسن ، وبعد أن أضمر له أعداؤه سوء النية لو ظفروا به. فلا بد له من أن يعيش بمنأى عن يد أعدائه ، سالما من أذاهم. ولقد قنع بأن قلعة ماردين هي حصن له ، ولأنفاسه الشاعرية يزجيها لسلاطين (الأراتقة).

وبذلك استطاع الشاعر (الحلي) أن يضع فيهم بثلاثة شهور ديوانا كاملا في تسعة وعشرين حرفا ببناء تسع وعشرين قصيدة أرتقية ، أسماها (الأرتقيات) نسبة إليهم. وهذه الأرتقيات بناها على حرف من حروف المعجم يبتدئ البيت به ، وينهي قافية القصيدة به ، ومن ذلك قوله في قصيدته ـ على قافية الجيم ـ التي أشار إليها ابن حجة في خزانته ، وهو يتحدث عن المطالع ، وينتقده عليه.

وكذلك مطلع الشيخ صفي الدين الحلي في قصيدته الجيمية التي هي من جملة القصائد الأرتقيات ، التي امتدح بها الملك المنصور صاحب ماردين :

__________________

(١) الديوان : ٢١.