يتبين مما مرّ أن عبد القيس انضمت إلى حركة الخوارج عندما انتقلت إلى البحرين ، وأنهم ساهموا مساهمة فعالة في حركات الخوارج المتأخرة وقاتلوا في صفوفهم. أما دوافع انضمام عبد القيس إلى الخوارج في هذه المرحلة فهي :
١ ـ الروح المحلية (العصبية الاقليمية) : إذ أن البحرين أخذت بعد الفتح الإسلامي تفقد مركزها التجاري المهم ، ولم تعد سلع الهند والشرق الأوسط تفرغ في موانئها ، كما أنها لم تعد قاعدة لفتوح فارس وجنوب إيران ، حيث أن البصرة احتلت تلك المكانة (١) ، وقد أدى ذلك إلى تردي الأوضاع الاقتصادية في البحرين.
٢ ـ الروح القبلية (العصبية القبلية) : نظرا لما للبحرين من حضارة ، وشعور عبد القيس بالمخاطر التي تهددهم من جراء كساد تجارتهم ، وعدم حصولهم على العطاء حيث إن الأموال كانت ترسل إلى البصرة التي توزع العطاء على مقاتلتها ، هذه الأمور مجتمعة جعلت عبد القيس تتماسك وتنضم إلى الخوارج للثورة على الحكم الأموي ، ولا بد أن بعضهم كانوا نصارى أو أعراب لم يمس الإسلام إلا ظاهرهم.
٣ ـ الشعور الديني : اصطبغت جميع الفرق الإسلامية السياسية بصبغة دينية ، وعندما أظهر الخوارج تمسكهم بالعقيدة الدينية انضم إليهم عدد كبير من عبد القيس الساخطين على الحكم الأموي لتقويض دعائمه وإقامة الحكم العادل.
٤ ـ الاستياء من الحكم المركزي : إذ أن حركة الخوارج تعطيهم
__________________
(١) انظر الفصل الرابع والسادس.