معلومات عما حلّ بهم بعد مقتله ، ولا بد أن تكون العصبية القبلية سببا في الخلاف الذي نشب بينه وبين سعيد ، الذي يبدو أن موقفه كان ضعيفا ولم يؤيده الخوارج.
وقد امتد نشاط خوارج البحرين في عهد عبد الملك إلى البصرة أيضا ، ولا بد أن يكون هذا دليلا على شعورهم بأن أوضاع البصرة تلائمهم ، وبأن لهم من يسندهم ويعطف عليهم ، ولعل للشعور القبلي أثر في ذلك ، إذ أن البعض من عبد القيس كانوا يقطنون البصرة ، هذا فضلا عن قربها من البحرين ، فقد قام عدد منهم بإشعال ثورات خارجية فيها ، ومنها الثورة التي قام بها سنة ٧٨ ه خارجي من عبد القيس يدعى أبو معبد الشني (١) ، وقد جاء من البحرين واتخذ مركزه في موقوع قرب البصرة ، غير أن الحكم بن أيوب وكان على الشرط في البصرة قضى عليه وشتت أصحابه (٢).
وفي سنة ٨٦ ه (٣) ثار في البصرة داود بن النعمان أحد بني أنمار بن وديعة بن عبد القيس ، وقد قدم إليها من البحرين وجعل موقوع أيضا مركزا لثورته ، ثم ذهب إلى البصرة مع أربعين رجلا فانضم إليه عدد من خوارجها ، إلا أن الحكم بن أيوب استطاع التغلب عليه وقتله مع عدد من أتباعه بعد مقاومة عنيفة (٤).
__________________
(١) في ياقوت : ٤ / ٦٨٨ أبو سعيد المثنى الخارجي العبدي.
(٢) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤١ ب ـ ٤٢ أ. اليعقوبي : ٢ / ٣٢٨ ـ ٣٢٩. ياقوت : ٤ / ٦٨٨. وفي رواية أخرى أنه ثار في عهد الوليد بن عبد الملك. انظر أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ أ.
(٣) يذكر خليفة بن خياط أن داود بن النعمان ثار في سنة ٧٥ ه. التاريخ : ١ / ٢٦٩.
(٤) خليفة بن خياط : التاريخ ١ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠. أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ أـ ٤٢ ب. وفي رواية أخرى أن الحكم بن أيوب وجه إليه عباد بن الحصين فقتله. خليفة بن خياط : التاريخ ١ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠. ويذكر البلاذري أن داود قتل في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة ٨٧ ه. أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ٤٢ ب.